×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
فارس الغنامي

فيلق السذج!
فارس الغنامي

يصاب بعض من في مجتمعنا، وبكل أسف، صبيحة يوم الجمعة بحالة الشيزوفرينيا الدينية التي تمخضت عن عاداتنا الخاطئة التي يعتريها التناقض، محدثتها وسائل الاتصال الحديث. بدأ ذلك جليا لي حينما أشاهد حجم البلاهة التي يتحذلقها من ارتمى بأحضان برامج الهواتف الذكية، التي بدورها نشرت البلاهة أكثر من الفائدة المأمولة منها.

مثال بسيط يقرب للقراء المشهد المؤسف الذي جعل البعض يعيش بشخصية مزيفة ارتحلوها عوضا عن واقعهم، أو ربما محاولة نزوح داخلي من سوء بناء ذواتهم وشخصياتهم. رسائل أدعية وأحاديث يكتظ بها (الواتس اب) في ساعات محددة من نفس الأشخاص، يصابون بهوس الوعظ لساعات، ليهرع أحدهم بالعودة لما كان عليه من سلوك مأفون بعد صلاة الجمعة. والكارثة التي أحب تسميتها بالشيزوفرينيا الدينية أن بعض هؤلاء المزيفين خلقا وسلوكا يواصلون الليل وينامون على مشارف صلاة الجمعة من شدة السهر.

لا أدري ماذا أسمي هؤلاء السذج المتساذجين..فيا فيلق الوعظ الصباحي من المزيفين في يوم الجمعة، الدين سلوك نمارسه وليس مجرد رسائل نذكر بها وننسى أنفسنا، فحبذا تطبيقها من قبل أنفسنا قبل تلقينها. الدين سلوك نترجمه في تصرفات تعكس فضائل إسلامنا ومنهج تربوي. يحقق علو شأنه بوسطية تحبب له من يعتنقه.

لقد لفت ناظري حالة جميلة ألهجت حواسي للداعية عادل الكلباني على حسابه في (تويتر)، وقد غرد شاديا «كثيرون يستخدمون الإسلام، وقليل يخدمونه». سطر أثيث ومعان بديعة، لو استشعرنا هذا السطر وعظمة هذا الدين لما عشنا تناقضا جلب لنا قحافا بدين، ومزيفين يلقنون الناس الحسنة وسلوكهم سلوك المنافقين.

«إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم». (رواه مسلم).

للكاتب / فارس الغنامي
بواسطة : فارس الغنامي
 0  0