×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

كرماء فوق سيرة الطائي
نواف شليويح العنزي

المتبرعون بأعضائهم نبلاء دون غيرهم ، الكرماء هم فوق سيرة الطائي ، ضحوا وضحين بأجزاء غالية من أجسادهم لاتقدر بثمن ؛ ليمنحوا ويمنحن الصحة المفقودة لمن رأى بعينيه وأيقن بقرب نهاية أيامه السعيدة ، لم تثنهم همهمة المتشائمين ونظرات الجبناء وبعض مقولات مخاطر التبرع البالية من المضي في إتمام تبرعهم، ورؤية أعضائهم مزروعة في أجسام أقاربهم و أحبتهم ، منهين بتبرعهم معاناة وآلام الأيام والسنين من الفشل الكلي لأحد أعضاء الجسم، بحسن صنيعهم هذا أثبتوا أن الإنسانية بكل تفاصيلها متجذرة في نفوسهم الكريمة الطاهرة المعطاءة رجالا ونساء كانوا، لتزهر أيام العمر من جديد وينطلق الأمل بغد باسم خال من الفشل العضوي ، هيؤوه بتبرعهم بأعضائهم كليا أو جزئيا ، هم ، العيش لم يطب لهم إلا برؤية أحبة لهم غادروا بلا عودة الأسرة البيضاء وأصحاب المعاطف البيضاء ومراكز الغسيل الكلوي ، وهم يتمتعون بأفضل درجات الصحة والنشاط نتيجة النجاحات العظيمة لعمليات زراعة الأعضاء والتي انطلق نجاحها مبكرا ومنذ القرن العشرين برعاية الطب الفرنسي وبأيدي أطبائهم المتخصصين في الأوعية الدموية ، وجاء بعدهم بعض الأطباء السعوديين ومنهم البروفيسور محمد السبيل رائد زراعة الكبد في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومع النمو العالمي المتسارع في عمليات الزراعة والأبحاث والدراسات الطبية والنجاحات المتوالية لزراعة الأعضاء في العالم وبعض مستشفيات المملكة المتخصصة نجدالنقص الكبير لأعداد المتبرعين في بلادنا مما يزيد آلام الكثير من مرضى الفشل العضوي ، والذين ليس لهم علاج سوى التبرع السخي بأعضاء من هم على قيد الحياة ، أو من أثبت الأطباء الثقات وفاته دماغيا ولم يتبق إلا سريان الدم في أوعيته الدموية، والتي لا تلبث أن تتوقف الدماء بها بعد رفع جميع الأجهزة الطبية في أقسام العناية المكثفة في المستشفيات ، فتجد الأعضاء المتبرع بها من المتوفين دماغيا المئات من المحتاجين ليتم التعامل معها جراحيا بأيدي المهرة من أطباء الجراحة المتخصصين و المتمرسين على هذه العمليات الدقيقة وبنسبة مرتفعة جدا من النجاح الجراحي ، والذي يعقبه عناية طبية فائقة وشاملة للمتلقي للعضو وللمتبرع إن كان على قيد الحياة أثناء تبرعه بالأعضاء ، وللخلاص الأبدي من تدني نسبة التبرع بالأعضاء لابد أن يكون للتعليم بكافة مراحله والإعلام المحلي والمؤسسات المؤثرة في توجه المجتمع دور فعال في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء والحث عليها لمن هم في أمس الحاجة إليها.

كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 0  0