×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
أ.د. نويجع بن سالم العطوي

وقفه مع قول الله ( ولاتقربوا الزنى )
أ.د. نويجع بن سالم العطوي

( ولاتقربوا الزنى )

الإسلامُ حرم الزنا وكُلَّ ما يُقَرِّبُ مِنْه أوْ يَدْعو إليهِ مِنَ النَّظَرِ وَالخَلْوَةِ والاختلاط المحرم . فقالَ الحقُّ جلَّ جلالُه (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ).وأكَّدَ سبحانَه حُرْمَتَهُ بقولِهِ : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) فَقَرنَ الزِّنا بالشِّرْكِ وقَتْلِ النَّفْسِ بغَيْرِ حَقٍّ. وقَدْ شرَعَ المَوْلَى عُقُوبةً رادِعَةً لِمَنِ ارْتكَبَ هذِهِ الكَبِيرَةَ؛ فجعَلَ عُقوبَةَ الزَّانِي المُحْصَنِ (أيِ المتزوِّجِ) الرَّجْمَ بالحِجارَةِ حتَّى الموتِ، وعقوبةَ الزَّانِي غَيْرِ المُحْصَنِ مِاَئةَ جَلْدَةٍ وتَغْريبَ عامٍ؛ حَيْثُ قالَ سبحانَه وَتعالَى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ )، وعَنْ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ:"لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مسلمٍ يشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ إلاّ بإحْدَى ثلاثٍ: النَّفْسُ بالنَّفْسِ، والثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالمفارِقُ لِديِنهِ التارِكُ للجَماعَةِ" وقال عليه الصلاة والسلام : ( ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له )
ومن عواقب ظُهورُ الزنا الأَوْجاعِ والأمْراضِ الَّتي لَـمْ تَظْهَرْ في أقْوامٍ سـابِقِينَ كما قالَ النبيُّ :"يا مَعْشَرَ الـمُهاجِرِينَ: خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابْتُلِيتُم ِبهِنَّ وأَعُوذُ باللهِ أنْ تُدْرِكُوهُنَّ:لَـمْ تَظْهَرِ الفاحِشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ حتَّى يُعْلِنُوا بِها إلاَّ فَشا فيِهمُ الطَّاعُونُ وَالأوْجاعُ التيِّ لَـمْ تَكُنْ مَضَتْ في أسْلافِهمُ الذينَ مَضَوْا" وما مَرَضُ نَقْصِ الـمَناعَةِ الـمُكْتَسَبَةِ (الإيدْزُ)والسيلان والسفلس والزُهري التهاب البروستات الحاد والمزمن عَنْ عِلْمِنا وَأسْماعِنا بِبَعِيدٍ .
وهنا قد يتساءل البعض : لمَ لا تحدث هذه الأمراض نتيجة الاتصال بين الزوجين ؟ ان السائل المنوي يختلف من شخص الى اخر كما تختلف بصمة الاصبع وان لكل رجل شفرة خاصة به وقد اودع الله سبحانه وتعالى داخل جسم المرأة مايحفظ شفرة الرجل الذي يعاشرها... واذا دخل إلى جسدها اكثر من شفرة كأنما دخل فيروس الى الكمبيوتر ويصاب بالخلل والاضطراب والامراض الخبيثة كسرطان الرحم . ومن هنا شرع الله العدة عند الطلاق والوفاة ،وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن أول حيض بعد طلاق المرأة يزيل من 32 % إلى 35 % ، الحيضة الثانية تزيل من 67% الى 72% من بصمة الرجل ، الحيضة الثالثة تزيل 99.9% من بصمة الرجل ، وهنا يكون الرحم تم تطهيره من البصمة السابقة وقد استعد لاستقبال بصمة أخرى واما المتوفى عنها زوجها فقد أثبتت الأبحاث أنها بحزنها عليه وبالكآبة التي تقع عليها يزيد من تثبيت البصمة لديها وقالوا تحتاج الى دورة رابعةكي تزيل البصمة نهائيا وبالمقدار الذي قال عنه الله عز وجل تقريبا جدا أربعة أشهر وعشرا
ومع عظم هذا الذنب الكبير إلا أن باب التوبة مفتوح للتائبين والحمد لله قال تعالى ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً () يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً () إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الفرقان .
بواسطة : أ.د. نويجع بن سالم العطوي
 7  0