×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
فارس الغنامي

التطبيل يضرب معاقل الثقة
فارس الغنامي

التطبيل يضرب معاقل الثقة


لاشك أن التطبيل في المفهوم الحديث دخل في منحنيات الصحافة بشكل مُلفت، رغم أن التطبيل هو نفاق صحفي بكل المقاييس؛ إلا أن الكل أصبح يتخوف من تداول كلمة التطبيل، أو أن يوصف بها؛ كونها تضرب في معاقل الثقة بالمدرسة الصحفية؛ لأن ركائز المهنة إذا أصابها خلل تداعت عليها الأقاويل التي تهز صرح الحقيقة؛ مما يؤول إلى تجميل صورة المسؤول في حال أنه أخطأ ولم يحسن التقدير .

‏ينتشر التطبيل الصحفي في محاولات مستميتة من بعضهم في عمل مكياج صحفي على وجوه رؤوس الفساد، وتعتيم الأمور المتعلقة من مشاريع متعثرة في حال طفوها على السطح أمام الرأي العام .

‏صحفيون وكتاب حملوا على عاتقهم رسالة المهنة الإنسانية، لكن بعضهم استغلّها استغلالَ الملهوف للماء؛ حتى يكسب قلب صاحب الكرسي، متجاهلاً أن الكراسي تدور بدولاب التغيير والإقالة، وربما آلت إلى إحالة صاحب الكرسي للتحقيق.

‏يعاني المناخ الإعلامي اليوم من انتشار المتسولين من الصحفيين الجدد، وبعضهم مستعد أن يبيع كرامته في حال استفاد من كتابة سطور التهذيب، وتخفيف وتيرة لهجة المحاسبة؛ كي تكون -في نهاية الأمر- جالبة إلى مكانة ينتظرها الصحفي؛ ليراه المسؤول من خلالها، ويقدم له مكافأة التجميل للمشاريع وقضايا الفساد .

‏حينما نجد أمثال هؤلاء يتصدرون المشهد الصحفي السعودي؛ ندرك مدى ابتعادهم عن المهنية، واكتفائهم بالمصالح الشخصية وتبادلها؛ حتى يصاب هذا الصرح القائم على ركيزة واحدة -وهي الثقة- بالتعثر بطريق الحريات الصحفية، ويفقد أسس القواعد الصحفية التي تعلمناها .

‏فهل فعلاً أصبح التطبيل في أخبارنا ظاهرة متفشية؟.
‏رغم تقاذف هذه التهم في الآونة الأخيرة؛ إلا أن الحقيقة أصبحت تزعج بعضهم، فاليوم لا تخلو أي صحيفة إلكترونية ولا حتى ورقية من محاولات تمجيد بعض الإدارات الحكومية، وخاصة إذا أصبح الصحفيون الجدد مصابين بعدوى التطبيل .

‏ورغم مساوئ المجال الإعلامي؛ إلا أن الكثير لديهم القدرة على مواجهة هذا التيار من المطبلين، فالعرف الصحفي الذي أسس على قواعد واضحة لدينا ما يزال بحاجة إلى تحصينه من هؤلاء الصحفيين متقلبي المزاج، والفكر، والحاجة
بواسطة : فارس الغنامي
 2  0