×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالله بن كريم العطوي

الدبلوماسية السعودية وترويض النمر
عبدالله بن كريم العطوي



الدبلوماسية السعودية وترويض النمر
ان الاحداث الدراماتيكيه التي حدثت في ١١ سبتمبر (٢٠٠١) قد حجبت القوى الفاعلة في الشرق الاوسط وقد استطاعت ايران استثمار هذا الحدث لتجييرالموقف الامريكي المتشنج لصالحها. مما افسح المجال امامها لدعم الانبعاث الشيعي السياسي في المنطقة حتى وصل بها الحال إلى التفاخر بنشوة تدمير ثلاث اقطار عربية وتعذيبهم والتنكيل بهم وسلب إرادتهم بحجه تلبية نداءات تلك الدول لمقاومة الارهاب. وحيث أصبح الجنون شعاراً في الشرق الاوسط. فهذه ايران تتباهى علناً بأنها تحتل اربع عواصم عربية باهلها ومالها. ثم نرى الجنون الايراني يتطاول الى التلويح بالتوقف عنوة وقسراً في حلبات خليجية منذراً بتحرك شيعي يسفك الدماء. وفي الجانب الاخر كانت العلاقات الخليجية الامريكية يسودها فتور. ولكن العبر المستخلصة من كابوس العرب أمام تحركات ايران ، قد علم اهل الخليج بطريقة مؤلمة أن هناك جبالاً اعلى من امكانية تسلقها وأنهم بحاجة للطابع الافتراضي الذي يلتمسه العقل ويهمله الطابع المأسوي للتاريخ. حيث الأحداث غالباً تفاجئ اهل السياسة وأصحاب القرار. فها هو الخطاب السياسي الامريكي قد تغير في عهد الرئيس (ترامب) فثمه الكثير من التصريحات الامريكية المنددة بايران والمشبعه بكل الوان العداء لنظامها. و المملكة العربية السعودية نظرت أسوة ببقية دول العالم إلى توجهات الرئيس ترامب أثناء حملته الانتخابية بحذروأخذت تترقب الفرص لترويض اندفاع الرئيس الامريكي واخذ زمام المبادرة للاستفادة من فترة رئاسته ، ملتزمة بالهدوء بعيداً عن مثيرات ردود الأفعال العاطفية. ولم يطل ترقبها حتى سبرت الطريق الموصل الى إيجاد العوامل المشتركة بين الجانبين. كان أولها الاتصال الهاتفي بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والرئيس ترامب وما نتج عنه من تناغم في وجهات النظر وهكذا أصبح للدبلوماسية السعودية القدرة على المناورة للإستفادة من الأزمات وتحويلها الى فرص ثمينة. ثم ان الجوله الذكية لخادم الحرمين الملك سلمان إلى دول الشرق الكبرى لتكريس التشاور السياسي. وتعزيز المصالح الاستراتيجية مع هذه الدول في هذه المرحلة بالذات هي بدون شك رسالة لأمريكا والدول الغربية. ومحاصرة للتحرك الفارسي سياسياً واقتصادياً والضغط على ايران لمنع تدخلها المزعزع في المنطقة. وفي نفس الوقت تم التحرك غربا حيث قام ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان بزيارة فاعلة الى أمريكا ليضع النقاط على الحروف في أجندة بالغة الأهمية لأمن المنطقة مع الجانب الأمريكي. وقد كانت حفاوة الاستقبال لسموه على أعلى المستويات مؤشراً لتأكيد انجلاء القيمة التي كانت تعكر صفو العلاقات في عهد أوباما ودليل على عودة العلاقات إلى ما كانت عليه من متانه منذ ٨٠ عاماً وتأكيد لتطابق وجهات النظر مما يبشر بزوال السنوات العجاف التي عانت منها المنطقة. ويفسح المجال أمام الدبلوماسية السعودية لاستثمار متغيرات التوازنات الأقليمية والدولية والاستفادة منها للتركيز على الأهداف الأساسية، واتخاذ قرارات مثمره لصياغة التوجهات السياسية المشتركة لضمان امن المنطقة وامتطاء توجهات الرئيس ترامب الحازمة التي يلوح بها لردع ايران، وترويض القرار الامريكي ليكون حازماً تجاه التحدي الذي تبديه ايران ضد الإرادة الامريكية. ودفع الرئيس ترامب لخوض المواجهه مع المرشد الايراني.
ان دول الخليج العربي بقيادة المملكة يجب عليها تطوير مزيجاً من ( دبلوماسية الاكراه) حتى لا تكون التهديدات الامريكية زوبعة في فنجان من خلال فرد العضلات لأستنزاف خصوم ايران وسلب اقتصادياتهم واحتياطاتهم الاستراتيجية و تدوير المال العربي الى بطون الشركات الغربية. و لابد من دفع أمريكا للحفاظ على اتساق سياستها و مشيئتهاالسياسية المؤيدة للموقف الخليجي ومنع جعل المنطقة فراغ تتمدد فيه القوى وتتصارع. والتأكيد على استخدام خطوط التفاهم للسلوك الدولي لتفعيل شعار عدم قبول الاعتداءات الايرانية على جيرانها واعطاء استقرار المنطقة وأمنها الأولوية في استراتيجية الحقبة الجديدة. واعتبارالمملكة قوة اقتصادية وعسكرية مهمة يمكن الاعتماد عليها في رسم الخريطة الاقليمية في المنطقة ولايجب الاسراف في السياسة والنظر اليها باعتبارها الحل الوحيد فالبلد الذي لايملك القوة لايملك الا التنازلات وهذا ماأودى بالعرب الى ماهم عليه الان

عضو مجلس المنطقة
اللوا /متقاعد
عبدالله بن كريم العطيات
بواسطة : عبدالله بن كريم العطوي
 3  0