×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

سطور على مسلة تيماء
نواف شليويح العنزي

اللوفر الاسم العريق للمتحف الفرنسي ذو الألف قطعة فنية في العاصمة الفرنسية باريس ، أو بنطق غير ذلك كما يطيب للبعض من الفرنسيين والغربيين ، في هذا المتحف تتواجد مسلة تيماء مطلة على نهر السين العريض ، ومحبوسة بين مقتنياته النفيسة محتلة الصدارة في الإشراقة التاريخية والقيمة الأثرية الكبيرة والنادرة ، والتي لا تقدر بثمن من المال لما تتضمه من سطور نحتت على الصخر لتبقى بقوته دهورا من التاريخ الإنساني تنطق بأنباء عن حضارة بشرية قامت خلال عصور مضت ، عاشت وتواجدت فيها المجتمعات البشرية على أرض تيماء التاريخ وغنيم الجبل حيث وفرة المياه العذبة في واحة تيماء الغنية بأشجار النخيل الباسقة ذات الطلع البهيج من الحلوة والبرني والسكري ، وبئر هداج العماليق والذي لا ينقطع تدفقه بالمياه طوال السنة ليصبح مضرب الأمثال لعرب الجزيرة العربية في رواياتهم ، وأشعارهم المتداولة فيما بينهم لجوده وسخائه حتى أنهم لقبوه بشيخ الآبار لعطائه لهم أهم عناصر حياتهم ، وحياة مجتمعهم الإنساني والذي سطر على مسلة تيماء الحجرية جزء من حضارته بثلاثة وعشرين سطرا وباللغة الآرامية لكيفية عبادتهم السائدة قبل الميلاد بستة قرون ، وهي كنز معلوماتي نادر ومن الشواهد التاريخية للمملكة ومدينة تيماء خاصة ، وتم نحت هذه المسلة وما سطر عليها من إرث حضاري في أحد قصور تيماء التاريخية ، وفي لحظات عفوية من أهل تيماء ، وغفلة من المهتمين بالآثار تم نهب هذه المسلة من قبل المستشرق الأوروبي شارل هوبر وقال حينها هذه المسلة أعظم ما حصلت عليه في رحلتي لجزيرة العرب ، لتستقر المسلة الشهيرة في نهاية رحلتها في متحف اللوفر حاملة الرقم Ao 1505 ، وتأكيدا على أهميتها التاريخية لم تتوقف المطالبة بها من بعض الجهات المسؤولة في المملكة لما لها من مكانة وقيمة تجسد طبيعة المجتمع والبيئة السائدة آنذاك .

و مسلة تيماء الحجرية ليست الوحيدة التي تم اكتشافها في تيماء من آثار بل هي أشهر القطع الأثرية بلا منازع لهذه المدينة التاريخية ، إضافة إلى كنوز أخرى من الآثار حضرت فيها شهادات للدراسات العليا من جامعات عالمية وعربية ، ومنها قصر الحمراء و الواقع في الجهة الغربية من تيماء والمصمم بشكل هندسي ثلاثي الأقسام بعضها للعبادة ، و جزء منه لخدمة سكان القصر وحوى هذا القصر الأثري قطع أثرية تعتبر مرآة تاريخية لقرون قبل الميلاد تعاقبت على تيماء وتركت آثارها مكتوبة ومرسومة على الأحجار والفخار ، و قصر الرضم هو الآخر أثر هام في تيماء يتحدث عن حضارة موغلة في القدم ، والمشيد في العصر الحديدي من الحجارة المصقولة وبداخله بئر مياه كان يشرب منه أهل القصر ، ولا زال هذا القصر واضح المعالم حتى وقتنا هذا ، ولا يقل قصر الأبلق ، ومن يضرب به في الوفاء السمؤال بن عادياء أهمية عن قصر الرضم ، وقصر صاحب الوفاء والأدب والبلاغة هذا يقع في الجنوب الغربي من تيماء وإن اندثرت كثير من معالمه التاريخية إلا أنه يبقى معلم أثرى يعتد به ، وفي السنوات الأخيرة أثمرت تحركات من يهتمون بالآثار عن إنشاء متحف يضم خرائط لأهم المواقع الأثرية بجانب قطع أثرية تم الحصول عليها في مواقع مختلفة داخل وضواحي مدينة تيماء ، ومع هذا الاهتمام المتزايد بالمواقع الأثرية إلا انه يجب عدم تشويه جماليات الأحياء بالأسوار و التضييق على المنازل وسكانها من أجل المحافظة على الآثار ومواقعها .

بواسطة : نواف شليويح العنزي
 0  0