×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سعود العمراني

قلة أدب!!
سعود العمراني

مذهلٌ ما يصل له البعض من انحطاط و سفالة، فأصبحوا يرون الوقاحة صراحة، و قلة الأدب جرأة و الأنانية استقلالية. "ما علي من دقن ممشطة" هي المقولة التي ترددها هذه النوعية من البشر و كأنها تعويذتهم التي لا يعيشون إلا بها !! و لكن لماذا يفعلون كل هذا؟! و لماذا يخسرون علاقاتهم الإجتماعية و الإنسانية؟! ما هو الدافع الحقيقي لهم؟!

الإجابة بكل بساطة، الثقة بالنفس. هؤلاء الأشخاص في الحقيقة يرون اللطافة و المجاملة الإجتماعية ضعف شخصية و يعتبرون هذه التصرفات إبراز لقوة شخصيتهم و أنهم لا يُدعس لهم على طرف!!
كل تحركاتهم هجومية هدفها أننا نستطيع أن نهين و أن نستخف بكبار القوم و أرونا ما أنتم فاعلون أمام قوتنا -المصطنعة على كل حال-؟!

كم هم مساكين!! لا يعلمون أنك تظهر قوتك حين تتصرف بأدب و احترام و بساطة مع الجميع و في نفس الوقت لا تغير من ذاتك حتى ترضي الجميع. المسألة موازنة بين أن تكون لطيفاً و بين أن تقبل أو ترفض ما يطلبه من حولك بلطف أيضاً، دون أن تخسر احترامك أو أن تجرح كبرياء الاخرين.

علمتنا الحياة أن الأدب يعطي الوقار، و الوقار يعطي الهيبة، و الهيبة تعطي القوة، أما قلة الأدب فلا تجلب لصاحبها إلا الإحتقار و النفور. ذكروا هؤلاء المساكين أن هناك ما يعرف بالكارما -أي أن ما تفعله سيعود عليك يوماً ما-، أشعروهم أنهم مخطئون و منبوذون من مجتمعهم الذي نشأ على احترام الكبير و إكرام الغريب و المروءة في الفعل. لا تتقبلوهم بوقاحتهم أبداً لأن التساهل مع هؤلاء الأشخاص هو بداية الإنزلاق إلى قاع الإنحطاط الإجتماعي و حينها لا ينفع الندم، لا؟!
بواسطة : سعود العمراني
 0  0