×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
الدكتور نايف الجهني

مطر تبوك!!
الدكتور نايف الجهني

في ظل أي ظروف طارئة، وخلال تفاصيل أي حدث أو مشهد، تبرز ملامح تأخذ البعد والصورة كاملة، وتستحوذ على التلقي الكامل والانتباه والتصفيق بنبض القلب.

ولعل مشهد الأمطار والسيول التي شكلت صورة جديدة ومبهجة لهذا الموسم، استطاع أن يقدم لنا ملامح البعد الذي ننتظره دوما، ويعكس لنا كما هي دوما الجهود التي بذلت وتبذل في التعامل مع هذا الحدث، الحدث الذي يأتي حاملا في ثناياه البهجة ممزوجة ببعض الحذر والترقب لتفادي أية مشكلة أو ألم يمكن أن يحدث.

وحينما أثمر تكامل الجهود عن نجاح قلل من الأخطار المتوقعة، تميزت في المقابل جهود، سواء للمشاركات الفردية من الأهالي، أو من الجهات الرسمية وخاصة الأمنية، ففي الوقت الذي ظهرت مشاهد إنسانية بطولية في الإنقاذ والمساعدة، لشبابنا الذين لم نمنحهم فرصا ليعبروا دوما عن رغبتهم في المشاركة والتطوع، ظهرت أيضا وقفات تدعو للإعجاب والثتاء والإشارة، وكان أهمها دور رجال أمن الطرق، الذين نفذوا القرارات الاستباقية في منع باصات المدارس والمعلمات مثلا من السير في هذه الظروف وكانوا مرشدا مروريا لهم لتمكينهم من الوصول للأماكن البعيدة عن الخطر، بالإضافة للجهات الأمنية الأخرى والدفاع المدني الذي كان محورا لذلك بالرغم من عدم مشاهدتي لتجهيزاته اللازمة على اطراف الأودية لمباشرة اي حدث طارئ لاسمح الله كما حدث في بعض المواقع، ونأمل أن يكون واسع التجهيز مستقبلا، وأدى دوره ضمن المتاح.

أعود لجهاز أمن الطرق لأقدم إعجابي بدوره وقدرته على اتخاذ الخطوات بذكاء سبق الحدث ومعرفة واعية لمواجهة الخطر، ولا أنسى ماكان من إنشاءات خاصة بتصريف السيول ودورها في منع حدوث أي خلل، مقابل إخفاقات صغيرة لا تذكر بما يكون سببها غياب التوعية، ونقص بعض الأدوات، الأمر الذي جعل تبوك تعيش فرحتها بالمطر بشكل طبيعي، وعزاؤنا لأسر كل من توفاهم الله في وسط هذا الحدث، ونسأل الله أن يتغمدهم الله بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.
بواسطة : الدكتور نايف الجهني
 0  0