×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
وليد الحارثي

شبكات أم حالات اجتماعية؟
وليد الحارثي

منذ أشهر عديدة والشبكات الاجتماعية بأنواعها المختلفة تخطب ود الإنسان العربي ساعةً بعد ساعة. وتشهد إحصائياتها تقدمًا ملحوظًا في أعداد المستخدمين الجدد من دول المنطقة العربية. المنطقة التي أشعلتها الثورات، وفجّرت مكنونات هذا الإنسان العتيد حتى صار يغرّد بما يريد! فسلبت منه جزءًا غير يسير من وقته، ووجد نفسه أمام شاشة الحاسوب، أو الهاتف المحمول يتفاعل (مستمتعًا) مع شبكاته الاجتماعية.



ولا يختلف اثنان في أن الشبكات الاجتماعية هي قنوات للتعبير عن الرأي والتوجه وأدوات للتأثير السياسي والاجتماعي، على الرغم من أنها -في المقام الأول- وسيلة تواصل رائعة بين الأفراد يتزودون من خلالها بكميات هائلة من المعلومات، ويستخدمون تقنياتها المتنوعة لإنتاج وتوزيع رسائلهم الخاصة في وقت واحد.



لكنّ هذه الشبكات أصبحت ساحة للتعبير عن الحالاتِ النفسيةِ أو الفكرية الشديدة التي تحفل بها المجتمعات العربية المأزومة، وتحتاجُ إلى علاجٍ واعٍ متزنٍ / لا متأزم/ ولا مأزوم. وحالة كشغري أو حصة خير دليل على ذلك. والحق أن لدينا ألف حالةٍ أخرى ككشغري، وألف حالة كحصة تحتاج إلى العلاج، وليس إلى الاقتتال، أو التصارع، أو الإقصاء.



وهنا يتحتم على مستخدمي وسائل الإعلام الرقمي (التي يكثر فيها: الرأي المخالف، والخطأ، والقناعات الشخصية) تنويع استخداماتهم وقراءاتهم، ومتابعاتهم وهم يرسمون لوحات تشكيلية رائعة تتصل بالمشاركة المدنية الفاعلة لتكوين رأي أوسع يقترب من الصواب والموضوعية. وليس رأيًا جمعيًّا يفرضه قادة الرأي في تلك الوسائل.لقد تطوّرت الشبكات الاجتماعية، وتنوّعت لتؤكد على حضارة الكلمة. على حضارة الخطاب. على حضارة الصورة. على حضارة الفكر. على ثقافة الاحترام: احترام النفس، واحترام الآخرين. على حضارة الإنسان العربي.
بواسطة : وليد الحارثي
 1  0