×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صدى تبوك

المجرم والمجتمع!

المجرم والمجتمع!


بدء ظننت أنني لا اعود للكتابة لأنني لاأكتب للتسلية أو للمادة أوليقال فلان كاتب. ولكن أحيانا أشعر أنني أمام قضية مهمة تحتاج للطرح ليس على مستوى المجتمع .بل على مستوى الجهات المسؤولة في الدولة.

المجتمع بحاجة للعيش في أمن وأمان الدولة أعزها الله حاربت الإرهاب بشتى الطرق والحمد لله على ماتحقق من قضاء على الارهاب. لكن هناك إرهاب أخر لم يقض عليه الا وهو الإرهاب الفردي في المجتمع.

أنه هذ الذي يستبيح دم أخيه المسلم لأتفه الأسباب ويمتهن تهريب المخدرات ليضيع شباب الوطن ومن الذين يسطون على المنازل والمتاجر وحضائر الماشية ونحوها
ومن أصحاب القضاياالأخلاقية ونحوها كالرشوة والفساد المالي والإداري.

تجد هذا المجرم لايتورع عن القيام بأفعاله المشينة والتي تخالف الشرع وقيم المجتمع ولكن من يشجعه بقصد أوغير قصد إنه المجتمع نعم المجتمع فعندما يقدم على إزهاق نفس بشرية ،تجد أهله يسارعون في عمل المستحيل حتى ينجو من العقاب وهو القصاص تتحول الأسرة الى حالة أخرى فإما الأم فالبكاء والهم والغم وكأنها تشاطرأم المقتول في فقدان فلذة كبدها فتلك تبكي للفقدانوهذه تبكي مصيبتها التي لاتعلم مانهايتها
وأما الأب فهويسعى الى ذوي الجاه والمال وهم مايسمون عند القبائل(الجاهة) ويكون كبيرهم وهو في الغالب من شيوخ القبائل يخاطب ولي المقتول بعبارات فيها من التذلل الشئ الكثير .وهنايطلب الولي مبالغ خيالية في نظره إنها تعجيزية ولكن الذي أمامه يضع يده على صدره ويقول و(نحن حاضرون) وهو لايملك من المبلغ شئيا .وهنا تبدأ المشكلة ويبدأ جمع المبلغ والقبيلة لايستطيعون في حقيقة الأمر أن يجمعوا المبلغ ويبدأ إحراج أفراد القبيلة (لاحظوا أقول القبيلة لأنني لم أسمع مثل ذلك عند من نصفهم بالحضر)
المجتمع يجمع مبالغ هائلة لينقذقاتل متهور أزهق نفسابشرية بغير حق .وهذا المبلغ قد ينقذ أسركثيرة من فقراء القبيلة لكنه الهياط والبعد عن الشرع والتغني على ماض بايد زمن أهله غير زمننا ونحمدالله على ذهابه إلى غير رجعة إن شاء الله.

وهنا سؤال ياترى لو تركت القبيلة هذا القاتل ماذا يخسرون هم في حقيقة الامر لم يخسروا بل قد يردعوا السفهاء والمتهورون عن غطرستهم وحماقتهم نحن نعيش في دولة تكفل لنا حقوقنا وبشرع الله ضربت مثال بالقاتل لكن المجرمون الأخرون ماعلاقة المجتمع بهم وأقول المجتمع يساهم في إجرامهم من طريقين..

الاول :
إنه تقام لهم إحتفالات بعد خروجهم من السجون وكأنهم قد غابوا ثم أتوا بالغنائم وهنا لابد من التفصيل.
أما أسرة المجرم فقد يكون لأهله الحق في الإحتفال بخروجه فهم في حال لايحسدون عليها ولعله يقلع عن إجرامه ويتوب ويكون قدأخذدروس من سنين السجن ومافيها من هم وغم وكرب لكن الذي أنتقده أن يحتفى به من جماعته أوعشيرته أوقبيلته ،إنهم يفضحونه على رؤوس الاشهادفسوف يسأل الناس عنه ماهي المناسبة هل يقولون والله قضيته كذا وحكم فيها بثلاث سنوات مثلا بالطبع لن يذكروا عدد الجلدات اوالغرامة ونحوهما.

الثاني:
هوعكس الإحتفاءبه أنه كشف سره فكلما شاهدوه قالوا هذا فلان كان في السجن ويذكروا قضيته بالتفصيل الممل بل إنه يرى في أعين الناس إحتقاره والهمز واللمز فيه ومثل ذلك لايجوز وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث على الستر وقد ألف الدكتورالشيخ خالد الشائع كتاب في الستر تحت عنوان (السترعلى أهل المعاصي) وهو كتاب قيم جدا المفترض على المجتمع أن يحتويه نحن نعلم أن الله يقبل توبة العبد لكن الناس يحفظوها لعقود بل وأكثر.

وبعد أتمنى أن يكون عند المجتمع القبلي الوعي الكامل بخطورة مايفعلون من مساهمة في إزدياد الإجرام أما الدولة فياليت تمنع المبالغة في الديات والتي بالملايين وتحذر من الإحتفاء بالمجرمين من قتلة ونحوهم لكي نعيش في مجتمع مسلم آمن وترتاح السجون والمحاكم والشرط من الإنشغال في قضايا هؤلاءالمجرمون نحن في زمن العلم والبناء للدولة والمحافظة على الوطن من كل عابث.

ملاحظة لم استشهد بالآيات والأحاديث في هذا الموضوع لأنني أخاطب أهل القرأن والسنة الذين يعلمون الشواهد في سور القرأن الكريم وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.

أتمنى أن أكون قد وفقت والله من وراء القصد.

ضيف الله العطوي
بواسطة : صدى تبوك
 1  0