×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عطاالله العطوي

ماجستير رغم كَبَدِ الظروف
عطاالله العطوي

ماجستير رغم كَبَدِ الظروف
بين جبال و أودية بادية تبوك تنشأ أختي بين أسرتنا و يتحتم عليها القيام بمهام رعي الغنم وجلب اللبن منها حالها كبقية بنات جلدتها من حولها فلا توجد آنذاك مدارس تعليم بنات في قريتنا ،
فالأم : تقضي يومها بإطعام الصغار وخض اللبن وإرضاع صغار الماعز والرعي بها .
والأب : يغيب ستةُ أيامٍ إسبوعياً كداً لطلب الرزق ويعود لهم ليلة الجمعة لبعد مقر العمل وبطء وقِدَم وسائل النقل ، إذ يستودعهم الله بين تلك الأماكن وربما رزق بمولود يعلم بخبره جميع الجيران وهو آخر من يعلم
فوسائل الإتصال غير معروفة .
يزيد من الظروف لتلك الأخت مهاجمة أحد الخِراف لها ذات يوم على غفلة ليضربها على رأسها بكل قوة لتبدأ معاناة ألم وضعف السمع ،
يتخرج إخوانها من المرحلة المتوسطة فتأتي فسحة أمل للراحة كونه يتطلب الأمر بيع تلك الأغنام وإنتقال الأسرة من البادية للمدينة حيث مدارس الثانوية هناك .
وينبثق الأمل فتبدأ أختنا بالتسجيل بمدارس تعليم الكبيرات وتمر الأيام سريعاً لتقف أمام عتبات الجامعة وتمنع من التسجيل حيث أن العمر وقتئذ قارب الثلاثين ربيعا
وبعد عدة محاولات إقناع وإصرار يوافق معالي مدير الجامعة مشكوراً بقبولها وتنهي الجامعة سريعاً وتلتحق بالمعاهد التدريبية وأحد الدبلومات ومن ثم مواصلة الدراسات العليا وها هي بفضل الله تتوج هذا اليوم بالتخرج وتحصل على درجة الماجستير من قسم الحديث بجامعة تبوك
شكراً لك أختي الغالية نفتخر بك وبطموحك وعصاميتك وفقك الله ونفع بعلمك .. والحمد لله من قبل ومن بعد.
بواسطة : عطاالله العطوي
 5  0