×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
خالد ساعد ابوذراع

سوريا بين الحاكم والمفتي والشعب
خالد ساعد ابوذراع

هذا المقال لم اكتبه ليطربك ويشجيك ويحملك على أجنحة الأحلام ويهيم بك مع الأطياف السحرية ، ولن تتنسم منه عبير الغزال أو تتفيأ فيه ظلال السكينة ، ولكنك ستشم منه رائحة الكبد المحترقة ، وأجساد الأطفال المبعثرة ، وستنكشف لك حقيقة مدوية تتجرع من خلالها مرارة الذكرى القريبة النابعة من أرض الشام الطاهرة .

من المـاضي :
لا طفل ولا طفلة لا مسن ولا مسنة لا شاب ولا شابة إلا وأُنتهك برصاصة ظلم بشار الغدار ، قاتلَ الأمل وزرع الألم ، نبح وقسم بأن يغتال وينتهك الأطفال وأعراض الأحرار ويشرد جميع الثوار . حتى شاهدنا صمودهم ، وعايشنا نزف عزائمهم ، وسمعنا صوت ذلك الشيخ الكبير وهو يبكي بحرقة - وشاهدنا وشاهدنا وشاهدنا - ويا ليتنا لم نشاهدهم ولم نسمع لأنينهم ؛ لأننا نعلم جيداً بأننا أمة افتلتت عزائمها ، واغتصبت أفكارها ، وقمعت آرائها . وصرنا على ما صرنا عليه من البرود والصمت الغـريب .
اكتب مقالي هذا وأنا في عــوامة من برود القادة ،وغياب إعلاء كلمة الجــهاد ، والحماسة المتأججة - بين الحـاكم والمفتي والشعب - .

امـــاآآل تناجـي :
صرخت وصحوت وبي فزع وإرتجاف وحمَّى حلمت بوردة تشق الظلام هنا تحت رأسي وتنمو بسرعة وتَكبر ليزول ظلم الطاغية بشار ، مرحى لنا يوم نحرر سوريا ، يوم لا يصبح فيها لاجئون من الفُرس وأصحاب الديار الرافضة ، ولا يجثم على ثراها غاصبون من أعداء الضمير ، والحرية ، والحياة .


إعتقــاد ونهاية :
أعتقد إعتقاداً جازماً أن نكبة ( سوريا ) ولا سيَّما بعد الجولة الأخيرة قد وضعت بصماتها البارزة على كل قلب يخفق بشعور إنساني ، فكيف لا تنفطر لها قلوبنا وتتمزق أسى ، وتذوب حسرات ؟! يقول ابن تيمية رحمه الله : إذا أراد الله إسقاط حاكم أسقط هيبته من القلوب أولاً ( وهاهو قد سقطت هيبته ) نسأل الله الفتح المبين .
بواسطة : خالد ساعد ابوذراع
 21  0