×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
فرحان محمد الرقيقيص

"رمضان" في زمن الطيبين!
فرحان محمد الرقيقيص

يوم الأحد الماضي تشرفت بحضور الخيمة الرمضانية التي يقيمها النادي الأدبي وكانت أولى فعالياته معرض لتبوك القديمة للباحث والمؤرخ عبدالله العمراني الذي أجاد في سرد الأحداث التاريخية عن تبوك ضمنها بعض الصور القديمة التي أعادتنا لأيام الطفولة وبراءتها جعلنا من خلال هذه الصور نشتاق للمكان ومن عاش فيه البعض ذهبوا ولم تبقى إلا أثارهم وذكراهم وبما أننا في رمضان وفي معرض الحديث عن الذكريات فإنني أجدها فرصة سانحة للحديث عن رمضان في زمن الطيبين العادات الرمضانية كيف كانوا يصومون يومه ويقومون ليله وكذلك التواصل الاجتماعي فيما بينهم من خلال هذا السردالموجز لبعض الأحداث والعادات الرمضانية الموجودة في ذلك الوقت . تذهب الذاكرة بنا إلى صيف
عام 1398 تقريبا وفي شهر شعبان تحديداكانت الأجواء شديدة الحرارة ورمضان على الأبواب .المنازل بيوت من الشعر وأيضا بعض البيوت في ماكانت تسمى (الصنادق ) وبعض المنازل التي تم بناؤها بتمويل من البنك العقاري آنذاك .النفوس صافية لم يكن هناك أي طبقية في المجتمع يكاد يكون المستوى المعيشي متقارب جدا بينهم .التعاون والتكاتف فيما بينهم لامثيل له .
استعدادهم لرمضان من ناحية المعيشة مثله مثل بقية الشهور حيث كانت من الأشياء الجميلة والتي لاتنسى في طفولتنا ماكان يعرف (بالشبة)وهو أنهم يجتمعون يوميا في بيت من بيوت الحي بالتناوب فيما بينهم بحيث يكون اجتماعهم يوميا لتجاذب أطراف الحديث وتناول القهوة والشاي تبدأ من بعد صلاة الفجر إلى صلاة العشاء هذا في غير رمضان أما في رمضان فتبدأ قبل صلاة المغرب حيث يستعدون للافطارولم تكن ثقافة السهر موجودة لديهم إطلاقا ينامون مبكراثم يستيقظون للسحور .الجميل والرائع والذي يدل على حجم التكاتف الذي كان موجودا في تلك الحقبة أنهم كانوا في رمضان يجتمعون وكل واحد يأتي بالطعام من بيته حتى لايثقلوا كاهل من تكون وجبة الإفطار في منزله .كان الآباء يجتمعون قبل أذان المغرب بوقت قصير عند البيت الذي سوف يتناولون فيه الفطور والأبناء هم الذين كانوا يحضرون الأكل من منازلهم حيث كانت الأمهات هن من يعد الطعام بمساعدة البنات حيث كن يساعدن أمهاتهن في كل مهام المنزل وكانت هذه من المهام الأساسية للبنات وكان كل واحد يضع طبقة مع بقية الأطباق .كان هناك مسجد صغير من الزنك يؤدون فيه الصلاة ثم يعودون لتناول القهوة والشاي وكانت هناك جلسات سمر ممتعة يتخللها العديد من القصص الجميلة التي لاتنسى ولازالت عالقة في الذاكرة. من المناظر التي لايمكن نسيانها أيضا وتدل على صعوبة الحياة وقسوتها في ذلك الوقت ولشدة الحرارة وعدم وجود كهرباء لديهم حيث كانت أغلب البيوت (بيوت الشعر ) تضاء بما يسمى (الفوانيس أو الأتاريك )لعدم وجود الكهرباء وكانوا يعانون من شدة الحر فكان من المناظر المألوفة والتي كنا نشاهدها ونحن أطفال أنهم كانوا يقومون برش الماء على فراشهم وأغطيتم لترطيب الجو ولتخفيض درجة الحرارة عليهم فقد كان الصيف شديد الحرارة .أيضا من الأشياء التي كانوا يحرصون عليها ويدل على برهم لوالديهم وعدم نسيانهم فكان يقيمون ولائم يحتسبون أجرها وثوابها لوالديهم في ماكان يسمى في ذلك الوقت (عشاء الموتى) هذه لمحة بسيطة عن رمضان في تلك الحقبة الجميلة التي تمثل جزءا جميلا من حياتنا رحم الله ذلك الجيل الذين رحلوا بأجسادهم لكن أرواحهم وذكراهم مازالت مستوطنة قلوبنا وكلما أطل علينا رمضان تسابقنا الذكريات والعبرات حينما تحل ذكراهم .رحمهم الله رحمة واسعة وتغمدهم بواسع رحمته وفضله وجمعنا بهم في مستقر رحمته.
كتبه/ فرحان محمد الرقيقيص البلوي 1443/9/14

بواسطة : فرحان محمد الرقيقيص
 0  0