×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبد الرزاق معوض الجهني

حتى لا يقع الفأس بالرأس!
عبد الرزاق معوض الجهني




لا يوجد إنسان على وجه الكرة الأرضية معصوم من الخطأ وهذا حالنا جميعاً ، واعتدنا عادةً عندما نقع في خطأ ما وتكون لدينا أخطاء سابقة أخرى ومتفرقة بعدة اتجاهات نصل لمرحلة التبلد ونغوص في عدة اتجاهات مختلفة، ونبدأ بتقبل كل ما يحدث من أخطاء جديده لدرجة إننا لو وقعنا في خطأ جديد مما يزيد أخطاءنا توسع ، نبدأ بترديد كلمة وكأنها هي الفانوس السحري أو الحل لكل ما وقعنا به فنقول "ما هي خربانة خربانة".

هذه الكلمة تؤدي بنا للهاوية ، هذه الكلمة تؤدي بنا لانهيار كبير ، هذه الكلمة تجعلنا نعيش في مستنقع من الأخطاء والمشاكل ، وكل خطأ جديد نواجهه بقولنا لأنفسنا ولمن حولنا " ماهي خربانة خربانة " حتى نصل لنهاية مؤسفة بسبب هذه الأخطاء ، وبسبب أننا اتخذنا هذه الكلمة هي المتنفس والمخرج الوحيد لنا لنبرر بها اخطاءنا ، وتصرفاتنا في جميع مشاكلنا التي نقع فيها ، فعلى سبيل المثال لا الحصر: موظف اعتاد على التأخير أو الغياب ويتم حسم مبلغ وقدره من راتبه واعتاد على ذلك ، تناقشه أو تحاول تعديله أو تصحيح مساره يرد عليك "ماهي خربانة خربانة" ويستمر على وضعه دون تقدم ، وآخر تقع عليه مخالفات مرورية بسبب السرعة أو غيرها ، وعندما تناقشه يبلغك بأن هذه المخالفة رقم ٤٠ وليست الأولى ، وعندما تنصحه بالاهتمام يرد عليك " ماهي خربانة خربانة " ولا يهتم بذلك وأخر قد ينقطع عن أقرب الناس له ، وعندما تسأله عن انقطاعه يوضح ان هذا الانقطاع له فتره وليس جديد ويرد عليك " ماهي خربانة خربانة " ويستمر بالانقطاع ، وآخر لا يكاد أن ينفك من قرض إلا وقام بعمل قرض جديد ومديونية جديدة ، وعندما تنصحه يرد عليك "ماهي خربانة خربانة" وهي فعلاً ستكون خربانة وتكون مدمره وقاضية ، ليس على مستوى هذا الفرد فقط بل تنعكس كل هذه الأخطاء سلباً على كل من حولك سواء عائلتك أو أصدقاءك أو معارفك ، ناهيك عن معاناتك كفرد بسبب هذا الإهمال ، وهذا الاستسلام ، وهذا التبلد ، الذي سيجعل حياتك فعلاً "خربانة".

مهما بلغت من الأخطاء اتخذ قرار مع نفسك وقاوم وادفن هذه العبارة ، حاول الخروج من هذا المستنقع ، أوقف الأخطاء بكل ما تستطيع ، ولن يكون الخروج سهلاً ، ولكنك تستطيع بالتصميم والإرادة ( اجعل هذا الأمر تحدي بينك وبين نفسك ) بإيقاف كل تصرف تكون الإجابة عليه بعبارة " ماهي خربانة خربانة " لتسلم وتنعم وستعرف الفرق ، وستعرف قدرتك على هذا التحدي وتقُيّم نفسك ، وتعالج هذا الخلل الذي لو استمريت فيه سينهي كل شئ بحياتك.


بقلم عبدالرزاق بن معوض بن غنيم الجهني
عمدة حي العزيزيه والعليا والاحياء الجنوبية بتبوك
بواسطة : عبد الرزاق معوض الجهني
 0  0