×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
الدكتور عويض العطوي

المخدرات وآثارها على المتعاطي
الدكتور عويض العطوي

المخدرات .. قضية تقض مضاجع الشرفاء ، وتؤرق أعين الأخيار والنبلاء ، قضية أشغلت المجتمعات ، وتحركت لأجلها الشعوب والحكومات ، تلك هي قضية المخدرات ، تلك الآفة الخطيرة ، والجريمة الكبيرة ، التي تسببت في كتابة مآس مريرة ، ورسمت بوجهها الكالح صورا مروعة كثيرة .

لا يشك أحد ما للمخدرات من آثار مدمرة ، تؤثر على الفرد والمجتمع في مجالات عدة وهذه السموم يصل ضررها إلى كل الضروريات الخمس ( الدين ، المال ، العرض ، العقل ، النفس ) ، لذا وجبت محاربتها على جميع الأصعدة.
قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر و الميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) [ المائدة:90/91] عندما تتأمل الآية تجد أنها اشتملت على مجموعة من الآثار السلبية للخمور وهي :

-1 حزبية الشيطان
-2 إيقاع العداوات بين الناس .
3- الصد عن ذكر الله .
4- الصد عن الصلاة .

احبتي المخدرات رجس من عمل الشيطان .. توقع العداوة والبغضاء بين النـاس .. تصد عن ذكر الله وعن الصلاة .. تدعو إلى الزنا .. تذهب الغيرة من قلب شاربها ..تورث الخزي والندامة والفضيحة .. تلحق شاربهـا بأنقص نوع الإنسان وهم المجانين .. تسلبه أحسن الأسماء والسمات .. وتكسوه أقبح الأسمـاء والصفات ..تسبب قتل النفس وإفشاء السر الذي في إفشائه مضرته وهلاكه .. تهون ارتكاب القبائح والإثم .. أنها جامع الإثم ومفتاح الشر .. أن مدمنها إذا مات ولم يتب لا يدخل الجنة .. أن الله لا يقبل من شاربها حسنة .. أن من شرب الخمر لا يكون مؤمناً حين يشـربها .. أن شارب الخمر عليه الحد ثمانون جلدة .
ولعل هذا كاف في ذم هذه السموم التي انتشرت وعم بلاؤها ، وعند الحديث عن آثار هذه المخدرات رأيت أن أقسم هذه الآثار إلى آثار خاصة وآثار عامة .. ونقصد بالخاصة ما تكون في محيط الفرد المتعاطي ، وأسرته ، ونقصد بالعامة ما تتعلق بالمجتمع كله وسوف يكون حديثي في هذا المقال عن آثار المخدرات على الفرد المتعاطي .
إن هذه السموم تؤثر على صحة ذلك الشاب أو تلك الشابة سلباً ولا شك ، وهو من شر إلى شر ، ولا نعجب من ذلك فقد قال سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ) ، إذاً هي من عمل الشيطان ، وهل سيكون عمل الشيطان إلا شراً ؟
ولعل من أهم آثارها على الفرد ما يأتي :

1ـ التخلي عن القيم ، والابتعاد عن الإنسانية : فالمتعاطي ينسى قيمه النبيلة ، وتكريمه الذي حباه الله إياه لينحط قمة التكريم إلى درجة البهيمية ، فهو يتخلى عن قيم الإسلام العالية ، مثل : الرحمة ، والتعاون ، ومساعدة الناس ، والغيرة ، والشهامة ، وبالمقابل يمارس أعمالاً شنيعة ويتصف بصفات سيئة .


2ـ العدوانية : فالمتعاطي تتولد لديه رغبة شديدة في الاعتداء على الناس طلبا في الحصول على الجرعة المسموعة أو المال الحرام ، أو لكونه لا يدري ما يفعل ..

ذكرت إحدى الصحف أن شابا في التاسعة عشرة من عمرة عرف عنه حسن الخلق والهدوء والمرح ولكنه تغيّر بعد أن أدمن شرب المخدرات فأصبح عصبي المزاج يميل إلى العنف والشدة وفي ذات يوم حصل شجار عادي بينه وبين والده فما كان منه إلا أن أمسك بفأس واعتدى على أسرته ، فقتل والده وثلاثة من إخوته ، وعند التحقيق تبين أنه كان واقعاً تحت جرعة الهيروين .


3ـ الانطوائية والعزلة : ـ نظراً للسموم التي يتعاطاها المدمن ، وما تسببه له من أمراض نفسية فتاكة فإنه ينطوي على نفسه ، كما أنه يخشى من نظرات الناس فينـزوي إلى الأماكن الخالية المهجورة ليعيش عالمه الخاص ، وهو بهذا يضيع نفسه وأسرته ووظيفته .


4ـ عدم الفاعلية : - لا نعجب من إنسان محطم الإرادة ، منهار العزيمة أن يكون كذلك ويظهر هذا الأمر فيما يأتي : ـ


أ ـ التأخر الدراسي .
ب ـ ضعف الإنتاج في العمل بسبب ( الكسل ، الخمول ، المزاجية ، التقلب ) .


ج ـ الفصل من الوظيفة نهائياً .
د ـ عدم القيام بالمسؤولية الوظيفية والأسرية .


5ـ فقد ثقة المجتمع به : ـ فلا يجد أحداً يحترمه ، ولا يقدره ، لا من الزملاء ولا من الجيران ولا من الأقرباء ، فيعيش منبوذاً مدحوراً ، مما يولد عنده جنوحاً نحو الجريمة .

الدكتور عويض العطوي
بريطانيا
بواسطة : الدكتور عويض العطوي
 4  0