×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالله الفرحان

الصحة النفسية وهاجس المرضى النفسيين
عبدالله الفرحان



تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف يوم( 10 أكتوبر ) ؛ لإذكاء الوعي العام بقضايا الصحة النفسية، وإجراء مناقشات أكثر انفتاحاً بشأن الأمراض النفسية ، والتي هي حالة من الرفاه النفسي ، وتمكن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة وتحقيق إمكاناته . فالصحة النفسية هي حق أساسي من حقوق الإنسان .

وسنوضح في مقالنا اليوم نصائح عن مزايا الصحة النفسية السليمة ، والتي تساعد المرضى النفسيين على الخروج من حالاتهم المرضية ، و منها : الشعور بطريقة جيدة عن حقيقة ذاتك ، وعدم المبالغة في المشاعر مثل الخوف والغضب ، أو الحب والغيرة ، وامتلاك علاقات قوية وطويلة الأمد مليئة بالرضا ، والإحساس بالراحة مع الأخرين ، وامتلاك مشاعر الاحترام اتجاه الذات واتجاه الآخرين ، مهما كانوا مختلفين، والقدرة على تقبل خيبات الأمل في الحياة ، والمضي قدماً ، والقدرة على اتخاذ القرارات دون ندم ، والقدرة على التعامل مع مشكلات الحياة .

ولو شَخصنا المرضى النفسيين فسنجدهم يعانون من اضطراب في حالته الصحية السلوكية، ومن أبرز هذه الاضطرابات التي تظهر على ملامحهم وأجسادهم (الإجهاد - الاكتئاب - القلق - مشاكل مع الآخرين - الإدمان ) وغيرها من العلامات ، ودور المعالجين النفسيين والأطباء أن يساعدوا هؤلاء المرضى في إدارة المخاوف ، والمساهمة في علاجها بطرق ، مثل : جلسات العلاج ، والاستشارة ، والمداواة .

بحثنا عن الأمراض الأكثر انتشاراً عند المرضى النفسيين ، والتي شاعت عند الشعوب وهي: الاكتئاب ، والتوحد ، أو طيف التوحد ، واضطراب ثنائي القطب ، والقلق ، وقبل أن نتطرق إلى هروب المرضى النفسيين من العلاج النفسي نسلط الضوء على كارثة أكبر وهي حرمان المريض النفسي من العلاج ، ومن ذلك ، على سبيل المثال : رفض الأم أن تُدخل ابنها لمصحة العلاج النفسي بحجة الفضيحة ، وتلاسن المحيطين بهم بأن ابنهم قد جن جنونه، بينما يرفض الأب أن يعالج ابنه بسبب نظرة المجتمع المحيط له بنظرة تنمر ، أو احتمالية وقوف فكرة العلاج عقبة في حياته تمنعه من العمل ، أو الزواج بشكل طبيعي، وهذه كارثة لأنه من الأفضل أن يسلك الأهل طريق العلاج المباشر حتى لا تتدهور الحالة في حال تركت بهذا الشكل .

ومنها عزوف المريض ورفضه القاطع بأخذ العلاج النفسي في المستشفى ، أو من الطبيب المعالج ، يأتي بسبب عدم اعترافه ومعرفته بحقيقة مرضه، فالاعتقاد الشائع عند هؤلاء المرضى أنهم ليسوا مرضى ، ولا يحتاجون إلى تناول العلاج مما يجعل تحسن المرضى صعباً، وهذه القضية خطيرة جداً ، ويجب على الأهل أن يوصلوا المريض إلى الجهات الصحية المسؤولة لتلقي العلاج ومساعدته على تناول الأدوية .

ونختتم مقالنا بتحذير أسرة المرضى النفسيين ونوجه لهم رسالة بسيطة بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية : "إن بقاء المريض بدون علاج نفسي قد يكون خطراً على صحته ونفسه وسلوكه وعلى أسرته والمحيطين به والذي يعيشون ويتعايشون معه فقد يضر نفسه وقد يضر من حوله، فالعلاج النفسي ليس عيباً ولم يكن يوماً عقبة مستقبليه للمريض .
بواسطة : عبدالله الفرحان
 0  0