×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
علي بن مصلح القحطاني

ارتباك
علي بن مصلح القحطاني

أرى أن شعور الارتباك والتيه ملازمٌ للبعض من جيل اليوم ، وكأنهم يقفون على الهواء، لديهم إحساس بعدم الثبات والتوازن .. وأن أيّ ريحٍ ولو لم تكن عاصفة، ستسقطهم وتؤذيهم.
وهذا الشعور ببساطة، أنك لا تعرف ماذا تريد من هذه الدنيا؟؟
وإلى أينَ أنت ذاهب ؟؟وماذا تريد أن تحقق من أهداف؟؟
وشعور الارتباك هذا طبيعي تماماً، ويمكن أن يعتري الإنسان في مراحل كثيرة من حياته. شخصياً رافقني هذا الشعور في فترات من حياتي ، ولا أزعم أنني اليوم أجبت عن تساؤلات حياتي، لكنني على الأقل أعلم ما هو الطريق الذي سأتخذه.
وشخصياً أرى أن هذا الشعور ليسَ بالسوء الذي نتصوره، على العكس تماماً يعني أنكَ بدأت تسأل نفسك أسئلة صعبة ومصيرية، يختار معظم الناس تجاهلها طوال حياتهم، ويتركون أمرَ إجابتها للآخرين وللظروف. فلا يضيعُ إلا من يبحث.. أما الواقف في مكانه، فلا ضياع ولا إجابات له.
وحتى يمكن أن تأخذ خطوة للأمام لمجابهة هذا الشعور ،الخطوة الأولى لحل أي مشكلة، هي الاعتراف بها. تقبل مشاكلك، واعترف بها. لا عيبَ في شعورك بالضياع، لكن اعلم أنك وحدك من يستطيع مساعدتك.
من المعروف أن الإنسان هو نتاج عاداته اليومية، فأنتَ اليوم نتاج عاداتك في السنوات السابقة. مستوى ثقافتك هو تراكم الكتب التي قرأتها. مستوى انفتاحك هو تراكم التجارب التي خضتها. مستوى نجاحك هو تراكم الإنجازات الصغير.
لابأس أن تتمدد …أن تتنفس بعمق ..أغلق الأبواب على نفسك عيش الوحدة النوعية -دون أن تعتزل البشر -تخلص تدريجياً من العادات التي لا تعود عليك بالنفع، أو تسهم في تعزيز الشعور السلبي لديك ، . واعتنق ما يفيد جسدك وعقلك .
إعرف أنك تقرأ هذة الكلمات وتتبسم وتسالني : هل أنت عائش في محيطنا ؟ هل أنت مثالي ؟ أم تكتب وتُنظر لمجرد نثر الكلمات وملئ بياض الصفحات .. أو المساحات ؟ إلى أن تودع المقالة بنظرة رمادية وفي داخلك تلوح قائلاً ( ‏لا تهرف بما لا تعرف) .
ختاماً : أُقِر بأني في أعلى درجة من الارتباك .. أقول لكم ولي :
نحن لا نحتاج إلى بطولات أو إنجازات عظيمة وسيرة حياة فريدة من نوعها حتى نجد أنفسنا ونتخلص من الارتباك .. يكفي أن نكون راضين ومطمئنين وقلوبنا بيضاء تَسُر الناظرين .
لكم مودتي وصادق دعواتي .
بواسطة : علي بن مصلح القحطاني
 0  0