×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
احمد الشريمي

تباين و تضافر المنظومات
احمد الشريمي

كنت اتصفح بأحدى الكتيبات الصفراء ان العمل الصحفي مفتوحٌ على مساحات المجتمع الواسعة؛بأسم احدى الكتاب العالقة اسمائهم فهو كاتبٌ ومحققٌ ومستطلعٌ... إلخ؛
فبإمكانه أن يجد نفسه بين الناس بسهولة؛ بينما علم الأكاديمي محصورٌ ومحدودٌ بين معقوفتي قاعة؛ فتجد جمهوره نفراً من الطلاب والطالبات، جاؤوا لاكتساب المعرفة فحسب على الغالب، وأحياناُ يمكن أن نقول: ولاكتساب مشاريع تقلُّهم إلى رحابات المستقبل ومضامير الحياة.
وأضاف أن الفكر الذي يوجهه الأكاديميون إن هم اعتنوا بصياغته يجيء أكثر تركيزاً وأقل ارتجالاً من الأعمال الصحفية العجلى، غير أن طائفة من حملة الأقلام الصحفية استطاعوا أن يجاروا أكبر الأساتذة عندما امتلكوا الشجاعة الأدبية والموهبة المعرفية، فكانوا أولى بالجماهير من مشائخ الطريقة الجامعية، إضافة إلى اختراق البنية التقليدية للفكر المجتمعي عن كثب.

وإن كانت المسألة تحتاج إلى تدقيق فيها، إلا أن من الممكن اعتبار الدور الصحفي والإعلامي أكثر حضوراً من أدوار الجامعة... وهناك غياب أكاديمي عما يجري في الدنيا خارج أسوار الجامعة، ولا بد أن الناس عندما لا تعبأ الجامعات بهم ولا بمجتمعاتهم يبادلونها إهمالاً بإهمال، فتجد الغالبية العظمى من ذوي الاهتمامات الثقافية والسياسية والاجتماعية يشاركون في محافل العمل الصحفي والإعلامي بوتيرة أعلى من تلك الندوات الاستثنائية التي قد تعقدها الجامعات وقد لا تعقدها.. ثم لا ننسى أن مجموعة صغيرة من الشباب المتنور قد استطاعت أن تقتحم تابوهات الأنظمة الدينية والسياسية والاجتماعية، الأمر الذي لم تقم به أية مجاميع أكاديمية مع الأسف إلا جهوداً أحادية محدودة.

لا أتصور أن أولي الألباب من أصحاب الاشتغال الأكاديمي أرغب عن توجيه المعارف من أولي الأقلام الصحفية.. غير أن مساحات العمل الصحفي اليوم تستفحل لدرجة أنها باتت تشغل هاجس طوائف واسعة من أهل الحل والعقد وأهل الرأي حتى من العلماء والفقهاء وطلاب العلم؛ وذلك يعني أن الأمة في حاجة ماسة إلى تضافر المنظومات العلمية والإعلامية لخدمة أهداف العمل الإسلامي الإنساني بمقاصده العامة التي نتوخى أن تتجاوز المحلية إلى آفاق أوسع، بحيث توصل رسالة للدّنى كلها، فحواها أن المعرفة الحقة لم تعد ملك أحد بعينه، وليست مَلزَمةً ولا كراسةً ولا أقلاماً ولا دفاتر ولا كتيبات ولا كاسيتات... إنها ضخ لكل ما أمكن من علوم ومعارف واحتياجات تصبّ في مصلحة الإنسان.

فاصلة اخيرة..

إنه ليأخذك العجب حين تسمع متخصص في العلوم الطبيعة والفيزياء وهو يؤيّد عن يقين وإيمان موضوع الخوارق و الكرامات تلك التي تتناقض مع قوانين الطبيعة. أهو الاعجاب بالاساطير الواردة بالكتب الصفراء أم هو عطب في مُستقبِلات الحقائق داخل الجُمجمة؟
بواسطة : احمد الشريمي
 2  0