×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
احمد الشريمي

أصيله يمتطي صهوتها قرد قمئ‎
احمد الشريمي

طالما تمنيت أن أكون فنانا سيرياليا يتقن رسم لوحة تحمل فرسا عربية أصيلة يمتطي صهوتها قرد قميء ، يمسك بعنانها ويلوي رقبتها حيث أراد ، هذه الصورة التي تستفز بشكل كبير المشاهد العربي وتحفز غيرته وتجعله يتأهب لما يريد الرسام أن يصل بلوحة كهذه الى ذهن المتأمل ، خلافا عن المتذوق الاجنبي الذي لن تترك على وجهه سوى ضحكة عابرة ومشهد غير لافت للانتباه .

واقعنا اليوم كأمة عربية يشابه إلى حد كبير هذه الصورة التشكيلية كون أننا أصبحنا نساس بأفكار غريبة ودخيلة عنا ونتجرعها ونهضمها عنوة ، فجماهير تتلقف ما يأتي من افكار ومعتقدات وترضى بدون ان ترى بمن يمتطي صهوتها ويمسك بأعنتها ويوجهها إلى المجهول فإذا أحس بخطر ما فليس أهون على القرد من أن يقفز ويتركها تتردى في مهاوي سحيقة لا يعرف اين قاعها وقرارها هي أمة تشبه تلك الفرس الاصيلة .

بالامس القريب كانت كثير من شعوبنا مهووسة بدون ما تعلم في مبدأ الاشتراكية والتقدمية الذي كان في عنفونة مبدأ براقا مغريا ولكنها اتكأت عليه واعتنقته في شيخوخته فلم تزدد الا سوءا واختلالا ، واليوم تنساق الشعوب وتساس بأفكار قميئة في شعارات براقة مثل الديموقراطية والذي لم يجدى نفعا مع عدد من شعوبنا سوى حزبية وتفرقا ونقسامات تنذر بمستقبل لايحمد عقباه . وأخرى هي في الطريق فرحت بتغيير انظمتها ولم تعلم اي مصير سيؤل اليه المستقبل المجهول .


فاصلة أخيرة..

ضحالة الفهم، وسطحية التلقي وجُرعة من سذاجه تكوّن شخصيّة سهلة الإستلاب والبرمجه تنفّذ الأجندات كالروبوت دون تفكير. بدلاً من ترك هذه الفئة نهباً للذئاب البشرية الأولى أن يتم احتوائها وإعادة تأهيلها فكرياً للدخول في دوائر الأسوياء.
بواسطة : احمد الشريمي
 1  0