×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال الثبيتي

المستقبل أجمل
طلال الثبيتي

كنت في المرحلة الجامعية لا أتذكر أني ومن معي يوما ما وقعنا تحت تأثير الطوائف ، ولم نقع يوماً ما ضمن أملاك هوامير المخططات والحسابات البنكية ولا أتذكر أننا يوما ما كنا أسرى للصوت الواحد أو عبيداً للمال ولم نقع ضحية للتبعية ، نحن أبناء الثمانينات الميلادية كنا وما زلنا نحمل مبادئ وأفكار وعقول الثمانينات الهجرية برغم تغير الزمان وانتشار الفوضوية والهمجية حتى بات الأثير يئن ويبكي ألماً مما يرى
كم كانت أحلامنا بريئة .. وقابلة للتحقيق والتحليق
كان الرب واحد والدين واحد والهدف في النهاية واحد ولم نستسلم للمتغيرات والتطورات .
أما الآن فكل شيء تغير ، وعدنا بقسوة إلى ماضٍ كئيب بأيدينا دثرناه ، أصبحت القلوب هشة ، والنفوس سهلة الاختراق ، والهوى غالب ، وعلى الطرقات تُدار المنايا ، وفي المنابر تدور الكؤوس ، وعلى الكراسي رسم الخطط ، وهناك على ذلك الرصيف تموت أم كانت تلقم طفلها ثدي الحياة البائسة . والناس كالحياة تعيش ، لها يوم فرح ويوم عبوس ويوم قبر
منا من لم تستطع أن تغيره الأيام .. ولا الظروف
ومنا من تغير لكنه راضٍ عن نفسه
ومنا من فقد جُل إنسانيته وانتقل بكل ثقله من عالم البشر إلى عالم الغاب .
وهنا تدور كثير من التساؤلات :
كيف للأرض أن تهدأ ، ولها زمن وهي تضحك من دمع السماء ؟
هل رأيت الأرض تضحك ذات يوم ..؟!
أم رأيت الأرض تبكي باستياء ..؟
أم هل ستراها تبتسم ..؟
متى ..؟!
يوم بدرٍ ، أم يوم حنين ..؟!
يوم بلاط الشهداء
أم يوم أن راح العراق بيد الحزبيين ..؟!
يوم أن أريقت الدماء في شوارع حلب ..؟
أم يوم اجتثاث الورود والأشجار من أرض حمص ؟
يوم بناء المسجد الأموي ..؟
أم يوم سقوط مئذنة عثمان بن عفان ..؟
هل أصبح الكل منا يريد أن يخسر كل شيء
أم نريد أن يصبح العالم أجمع تحت رايتنا فقط .


ألا ليت الشباب يعود يوماً
فأخبره بما فعل المشيب
ولكن :
فما نيل المطالب بالتمني

ولكن تؤخذ الدنيا غلابا


عموماً ، أنا لا أريد جواباً على أسئلتي الآن ، أريد جواباً لكل أسئلتي إذا ما انتهى القرن الخامس والعشرون ونحن أمة مسلمة واحدة وقلب واحد وراية واحدة .

26/ 2/1435 هـ
بواسطة : طلال الثبيتي
 9  0