×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

الإبل وثقافة المغالاة
نواف شليويح العنزي

اعتنى أبناء هذا البلد بالثروة الحيوانية منذ فترات زمنية بعيدة نظرا لما تقدمه هذه الثروة لهم من خدمات جليلة من غذاء وخلافه . وفي أيامنا هذه اتجهت شرائح من مجتمعنا المعاصر للمغالاة بأسعار الإبل بشكل ملفت للنظر وأصبح التنافس الإعلامي قائم في كثير من القنوات الإعلامية الخاصة على مسابقات مزايين الإبل ومزايدات سعرية خيالية وصلت بأسعار تلك الإبل ملايين الريالات وهذا انعكس على جوانب اجتماعية كثيرة لعل أبرزها توجه العديد من أفراد المجتمع للإهتمام نحو تربية الإبل للمزايدة في أسعارها وللمشاركة بمهرجانات لزيادة أسعار هذه الثروة وليس للحفاظ على هذه الثروة . إن هذه المزايدات المستمرة بأسعار الإبل لن يفيد أبناء الوطن ولن يخطو بنا تجاه التقدم الحضاري شيئا . ولكن لو صرفت تلك الملايين على بحوث علمية أو ندوات ثقافية تعقد بشكل دوري أو إنشاء مكتبات خيرية للثقافة العامة سواء مكتبات ورقية أو إلكترونية أو المساهمة بعقد دورات للتثقيف العام بمواضيع تهم المجتمع على مدار السنة لساهمنا بتقدم أبناء هذا الوطن وقفزنا ببلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة حضاريا فجميع الأمم التي تملك المال تقدمت بالإستثمار بعقول أبنائها وليس بالمزايدات بأسعار الثروة الحيوانية إن الشعوب قاطبة تشجع البحوث العلمية والعمل المستمر القائم على نتائج تلك البحوث والعمل الذي ينبع من مسؤوليات زكيت بثقافة الكلمة وبنوك الكتب القيمة وتدريب صقل المهارات وعقول أنيرت بمصباح العلم . نعم لا نهمل الثروة الحيوانية ولكن نوجه تلك السيولة المالية الهائلة باتجاه يرقى ببلادنا المملكة العربية السعودية ومجتمعنا النبيل .


نواف بن شليويح العنزي
تبوك . غرة ربيع الأول. من عام 1435 للهجرة
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 6  0