×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سلمان محمد العطوي

عام أطل
سلمان محمد العطوي

مع اشراقة شمس هذا العام الهجري الجديد يختلج النفس شعور غريب لعبورها عام ودخول عام وإحساسها هذا منبعث من الندم على سالف الأيام وما حوته من ذكرايات محزنة أومفرحة كما أنها لاتخفي الأسف على ضياع الأيام بدون فائدة ذلك الشعور هو حوار ونداء من النفس ولكن ليست أي نفس ! إنها نفس المؤمن النفس اللوامة التي ترجو ما عند الله . هذا الحوار الذي يترجم رغبتها في التغيير و التجدد والإنتقال إلى الأفضل فالمؤمن تمر به لحظات تعتبر في حياته محطات لإلقاء نظرة فاحصة لما كان في أيامه السالفة فإن رأى إنجازاته مرضية لنفسه فليحمد الله وليطلبه العون والتوفيق وإن كان عمره الماضي لاأثر ولاتأثير فليبداء برسم خطة لمعالجة ماكان واستغلال اقبال النفس على التصحيح وطلب العون من الله سبحانه . فما مضى من الأيام لايعود والعزاء في استغلال الغد بما يفيد الإنسان دين ودنيا قال الحسنُ البصريُّ - رحمه الله - : " ما من يوم ينشقُّ فجره إلا ويُنادي : يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزوّد منِّي فإني إذا مضيتُ لا أعود .. إلى يوم القيامة "..

وهنا نرسم ثلاثة خطوط ومسارات تعتبر رئيسية في حياة كل مسلم لتكون منطلق التقييم الذاتي لإصلاح الخلل والتدرج في الإنتقال للأفضل .

أولا- علاقة المسلم بربه هي علاقة الحب له وإجلاله سبحانه، وتوحيده وإفراده بجميع أنواع العبادات القلبية كالخوف والرجاء، والمالية كالصدقة والزكاة، والبدنية كالصلاة والحج. والتي من أجلها خلق وهل هذه العبادات موافقة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح أم هي عبادة شكلية روتينية يهتم فيها بالمظهر فقط، أي يعبد اللَّه بشفتيه أمَّا قلبه فمُبتعد عنه .

.ثانياً علاقة المسلم بوالديه فللوالدين حق الإحسان إليهما، والبر بهما، وإكرامهما، ورعايتهما، وحبهما، والاعتراف بفضلهما ، و لا يستطيع أحد أن يكافئ والديه مهما فعل، ولعظم حقهما ذكره الله مقرونا مع حقه فقال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى. {النساء: 36}. وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً. {الاسراء:23} .



ثالثاً علاقة المسلم بأهل بيته وتكون برعايتهم وتربيتهم على الأخلاق الإسلامية وتوضيح الأخطاء ومعالجتها بالطرق الناجحة بالتوجيه والنصح والحزم واللين واضعاً نصب عينيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم (فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).

رابعاً- علاقة المسلم بمجتمعه وفيها عدة مجالات منها الدعوة إلى الله و الأمر بالمعروف، والنهيُ عن المنكر.صلت الأرحام . العطف على المساكين والضعفاء قول الحق و الرضى به الأمانة في القول والأخذ والعطاء . التعامل بالأخلاق الفاضلة وبعده عن الأخلاق السيئة مثل الكبر والظلم .

في الختام كما قال الحسن البصري رحمه الله يابن آدم، إنما أنت أيام، إذا ذهب يوم ذهب بعضك ,يابن آدم، نهارك ضيفك فأحسِن إليه؛ فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك، وكذلك ليلتك.

...
وقال: الدنيا ثلاثة أيام: أما الأمس فقد ذهب بما فيه، وأما غدًا فلعلّك لا تدركه، وأما اليوم فلك فاعمل فيه . ولا تنسى قول الحق سبحانه (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)
بواسطة : سلمان محمد العطوي
 4  0