×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالرحمن العطوي

حوادث المعلمات وتجاهل معاناتهن المستمرة !‏
عبدالرحمن العطوي

‏مأساة جديدة من مسلسل حوادث المعلمات في رحلة للمجهول تقطعها عشرات الحافلات يومياً من مدينة تبوك الى محافظاتها ومراكزها وقراها النائية داخل حافلة تتكدس فيها عدد من المعلمات في رحلة شاقة تبدأ في ظلام الليل وقبيل الفجر تقطع مسافات مختلفة كل حافلة تتجه صوب مدرسة معينة وتكون العودة في وقت متأخر يوم أمس الخميس وفي رحلة عودة إحدى الحافلات التي تقل خمسة معلمات من قرية الخريبة تعرضت لحادث مروري مؤلم راح ضحيته معلمتين واصيب البقية مع سائقهن رحم الله المتوفيتان وكتب الشفاء للمصابات هذا الحادث هو استمرار لحوادث المعلمات هذه المآسي لايشعر بها الا من لديه أبنة أو أخت أو زوجة تعمل معلمة في قرية أو هجرة أو محافظة تجبرها ظروفها الأسرية السفر اليومي وقطع المسافات ذهاباًواياباً لمدرستها في وقت لازالت وزارة التربية والتعليم تتعامل مع ظروف المعلمة في النقل بنقاط مفاضلة لاتراعي الفرق بين معلمة تعمل داخل مدينة وأخرى تحمل أكفانها وهي تخرج من ساعات الفجر الأولى وتعود في المساء لم يتم النظر ودراسة معاناة المعلمات ولازالت حوادثهن مستمرة وفي كل يوم تخرج فيه المعلمة في رحلة الموت مع سائق لايعرف عن اتزانه أو سلوكه يتم التعاقد مع شركة للنقل أو مؤسسة وهي من يختار السائق في حين أن بعض الحافلات متهالكة ومن خلال حادث المعلمات يوم أمس الذي ذهب ضحيته معلمتين واصيب البقية ومن خلال الصور التي نشرتها صحيفة صدى تبوك يتضح أن السائق يسير بسرعة عالية دون مراعاة لوجود أرواح في ذمته يحمل أمانتهن وحسب تقرير أمن الطرق ومحضر الدورية التي باشرت الحادث أن قائد حافلة المعلمات باكستاني الجنسية وهذا يضع العديد من علامات الاستفهام ؟؟؟حول هذا الأمر وهل يسمح لشركات النقل بإسناد مهمة توصيل المعلمات لسائق غير سعودي كما يتطلب هذا الأمر هل هناك تفعيل لدور وزارة النقل والجهات المشاركة معها في تطبيق الأنظمة على شركات النقل ومراقبة أدائها والتفتيش المستمر على الحافلات التي تنقل المعلمات ومدى صلاحية إطاراتها ونظامية قائدها وان يكون هناك مراقبة من دوريات أمن الطرق على الطرق التي تسلكها حافلات نقل المعلمات وإيقاف أي حافلة تتجاوز السرعة المسموح بها وسحب رخصة قائدها والرفع عنه لمرور المنطقة لتطبيق النظام بحقه ومن خلال دراسة سابقة عن مسلسل حوادث المعلمات أن من أهم أسباب هذه الحوادث هو إنفجار الإطارات وهذا بسبب حرص شركات النقل على المكسب المادي دون النظر لسلامة المعلمات وكذلك من الأسباب أستهتار بعض سائقي الحافلات التي تقل المعلمات وهذا من أخطر الأسباب وأهمها إذ ان بعض السائقين عليه ملاحظات وعلامات استفهام حول البعض منهم وليس هذا يشمل الجميع وهذا يدعونا لضرورة عدم توظيف أي سائق لنقل المعلمات إلا بإحضار شهادة حسن سيرة وسلوك وإلزام شركات النقل بذلك من قبل الجهات الأمنية .إن الحديث عن مسلسل حوادث المعلمات حديث يتجدد مع كل حادثة تنزف لها قلوبنا ألماً كحادثة طريق شرما يوم أمس والتي نتمنى أن يكون هناك شفافية ونشر بيان رسمي من أمن الطرق عن الحادث وعلى من تقع مسؤليته ونشر رسائل توعوية في هذا الشأن بحكم أنهم من يباشر هذه الحوادث ولتتضح الصورة للجميع في حين أطلعنا على رسالة من زميلة هذه المعلمات اللاتي تعرضن لهذا الحادث المروع حيث تحاكي هذه المعلمة واقع كل معلمة في المملكة وكيف أن المعلمة عندما تغادر منزلها تنظر نظرة وداع لأطفالها وكأن حال لسانها يقول هل أعود لكم أم لا؟العديد من المعلمات ممن قدر الله عليهن هذه الأسفار اليومية تقدمن باستقالاتهن من الوظيفة وأخريات طلبن التنازل عن كادر التدريس والعمل كموظفة إدارية رغم فقدها نصف راتبها من أجل العمل بجوار أطفالها وإنهاء معاناة السفر وأخطاره وانتظار النقل الذي يتم نهاية كل عام دراسي والذي لا يحقق مطالبهن .في وقت يجب أن تكون هناك نظرة من وزارة التربية في التعامل مع حالات حوادث المعلمات اللاتي توفي أعداداً منهن في مناطق المملكة المختلفة وأن يتم معاملة هذه المعلمة المتوفاة بأنها توفيت وهي في مهمة عمل لا أن تكتفي الوزارة بإرسال برقية عزاء أو تكليف أحد مسؤليها أو مسؤلاتها بنقل تعازي الوزارة هذه المعلمات يؤدين رسالة عظيمة ويتحملن مشاق لأيتحملها البعض ويكفي معاناة أسرهن وهم يضعون أيديهم على قلوبهم كل يوم في الذهاب والعودة لابنتهم حيث أن حوادثهن أصبحت هاجساً عليهن وعلى أسرهن نسأل الله لهن الحفظ وأن يرحم من توفي منهن وأن يشافي المصابات والله من وراء القصد .
بواسطة : عبدالرحمن العطوي
 8  0