×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نايف سعيد العطوي

أيها الإعلاميون.. نعم.. هنا تبوك
نايف سعيد العطوي

في ذات مساء في مدينة الرياض ومع لفيف من الأصدقاء جمعتني بهم فوق الصداقة زمالة عمل أخذنا الحديث لذكر مظاهر التنمية في بلداننا ، فأخذ كل يدلي بدلوه ويبرز مظاهر تلك التنمية والتطور المتسارع في بلد كل صديق وعندما وصلني الحديث استدار لي أحدهم ووجه لي سؤالاً بطريقة لا أحب وصفها حيث قال : وأنتم في تبوك ..... ؟ ولحسن الحظ فقد اسعفتني الذاكرة حينها لعبارة موثقة لحاكم بلد ذلك الصديق سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حيث قال عن تبوك (( إن مكانتها الإستراتيجية على طريق الملاحة البحري يقودها للريادة في التجارة العالمية )).

استذكر هذه الحادثة الآن وأنا أرى هذه الهجمة الإعلامية الشرسة على تبوك من بعض الإعلاميين من داخل تبوك وخارجها. وتعود بي الذاكرة أيضاً إلى عام 2013م عندما سخرت العديد من وسائل الإعلام التقليدية والحديثة عبر كتابها ومراسليها إلى نقد تبوك ونعتها بالفساد وغير ذلك بسبب ما تعرضت له المنطقة وقتها من حالة مطرية استثنائية أدت بعد مشيئة الله إلى حدوث بعض الأضرار المادية.

كان أغلب إعلاميو المنطقة وقتها يتحدثون بإسهاب عن الخسائر وأسبابها ويغمز ويلمز بعضهم حول الفساد الذي انكشف بسبب هذه الأمطار ، في حين لم نر تلك الأقلام قد تحركت لإبراز النجاحات التي تحققت بفضل حسن إدارة تلك الأزمة. في حين أنه وبنفس التاريخ تقريباً اجتاحت دولة استراليا ( وليست حالة استثنائية ) فيضانات أدت إلى تشريد العديد من السكان وانقطاع الكهرباء وغرق الشوارع ، ولكننا لم نر هناك إلا إعلاماً متزناً يرصد السلبيات دون تحيز ويذكر الإيجابيات ويبرزها ومنها رفع المواطنين عمدة إحدى المقاطعات على أكتافهم احتفاءً به لحسن إدارته للأزمة.

هذا هو الإعلام المهني المحترف يرصد السلبيات دون تحيز أو إيحاء أو تأويل يعكس الحقيقة كما هي ولايدغدغ عواطف البسطاء من أجل كسب الشهرة والإثارة على حساب الحقيقة. ولا أدل على ذلك مما حدث قبل أيام لجامعة تبوك من كيل التهم والنعت بالفساد بسبب ماحدث للمعلمة ( تغمدها بواسع رحمته ) قبل أن تظهر نتائج التحقيق ويطلع عليها الجمهور ليحكم بعين العدل بعيداً عن العواطف. وبعد ظهور النتائج من قبل أعلى سلطة في التعليم التي تبرأ ساحة الجامعة لم نجد تلك الأقلام تنصف الجامعة ولو بنصف الحماس السابق لأنها جاءت على غير هواهم وعكس مرادهم.

إنني هنا أهمس في أذن كل إعلامي من إعلاميي منطقة تبوك وأقول (( لاتحرق البيت من أجل أن تقلي بيضة )) ، والحرص كل الحرص على إظهار الحقيقة الإيجابية ، بقدر الحرص على ذكر الحقيقة السلبية . فإن من أبجديات العمل الإعلامي المحترف تحمل المسؤولية الكاملة في نقل المادة الصحفية بكل دقة والتحري السليم في معالجة الخبر دون المساس بنزاهة الفرد أو الجهة قبل ظهور ما يستحق ذلك ؛ كما أنه لايعيب أي أعلامي ولا يخدش في نزاهته ذكره للحقيقة كما هي حتى لو خالفت أهواء ورغبات الكثيرين. فالناس والجهات الاعتبارية متساوون في الحقوق كما هم متساوون في الواجبات.

أيها الإعلاميون.. رفقاً بتبوك...
لم نر منكم أحداً تحدث بنفس القدر من الحماس عن سواحل تبوك مثلاً والتي تعد ضمن أطول ساحل ( لمنطقة ) في الشرق الأوسط وما يتضمنه من بيئة بحرية جذابة ناهيك عما تم مؤخراً من اعتماد خمس مدن ساحلية للمنطقة في حين أن الآلة الإعلامية في تونس الخضراء مثلاً تعج بذكر جمال سواحلها وشواطئها جذباً للسياح كل سنة وتداعيات ذلك الإيجابية على اقتصاد بلدهم.

لم نر منكم أحداً تحدث بنفس القدر من الحماس عن تبوك الورد والتي صدرت أنقى الزهور قبل نحو عشرين عاماً لهولندا التي تسعى حالياً لجعل أمستردام حديقة ورد العالم مستثمرة إعلامها لذلك.

لم نر منكم أحداً تحدث بنفس القدر من الحماس عن الآثار في تبوك والتي يعود تاريخ بعضها لما قبل 3500 سنة قبل الميلاد في حين نرى الأردن البلد العربي المجاور سخر كافة وسائله الإعلامية من أجل التصويت لجعل ( البتراء ) من ضمن عجائب الدنيا.

هذا غيض من فيض وغير ذلك الكثير من مظاهر التنمية في تبوك تستهلك مواد صحفية ضخمة تستحق النشر ويستحق أهل تبوك أيضاً إبراز محاسن منطقتهم. أما لغيركم من المتسلقين فإني فقط أستشهد بعبارة شهيرة لسمو الأمير / بندر بن سلطان عندما قال (( مهما قلت... فإن الحقائق صعب تجاهلها )).

وختاماً كلمة شكر وامتنان بموضوعية ومن غير تزلف لصاحب السمو الملكي الأمير / فهد بن سلطان بن عبدالعزيز قائد فريق التنمية ومهندس التطوير الأول في تبوك والذي بفضل جهوده أصبحت منطقة تبوك رقماً صعباً في خارطة المملكة.
بواسطة : نايف سعيد العطوي
 32  0