×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
أمل عيد

أرفض السور والباب والحارس!
أمل عيد

التجربة الثالثة للمجالس البلدية والتي انطلقت قبل أيام لا توحي بجديد فهذه هي القبيلة تطل علينا من جديد برأسها وعنفوانها والعنوان الأبرز هو مرشح القبيلة والعشيرة لابد أن يقف خلفه الجميع ، سباق محموم لتكريس مفهوم القبيلة أولاً وليس المجتمع مع أن هذه المجالس هي من أهم أدوات المجتمع المدني التي تعتمد على مشاركة وتفاعل المواطنين في مظهر من مظاهر المشاركة في صنع القرار واتخاذه ، ولكني أقول لكل الحالمين بديمقراطية واعية تقود الأصلح والكفؤ والأجدر الى مقاعد المجلس البلدي القادم.

أنتم واهمون فالمشهد قبلي بامتياز ولا صوت يعلو فوق صوت القبيلة ،ولكن المناسبة نفسها لا تحتاج كل هذا الضجيج فالمطلوب من المجتمع وليس القبيلة اختيار أعضاء وعضوات لهذه المجالس وفق رؤية مدنية خالصة ومن خلال تمحيص دقيق لكل عضو من حيث الأمانة والجدارة والمؤهل والفكر والأدوات التي يمتلكها بعيدا كل البعد عن القبيلة والعشيرة والعائلة وبعيدا عن المناكفات المكرورة وكأن المجلس البلدي أضحى من مضارب بني عبس!!

يا سادة هل يعقل ونحن نعيش القرن الواحد والعشرين وفي ظل النهضة المذهلة التي نمر بها لازلنا نعيش مرحلة القطيع ( تكفون لا تخلوا مرشحكم ) وايضاً لا يعني الإنتماء للقبيلة والعشيرة والعائلة والتي هي جزء هام ومكون أساسي من مكونات المجتمع أن ننساق خلف مرشح القبيلة حتى ونحن نعلم تمام العلم تواضع امكاناته وقدراته وبالتالي نقدم نموذجا فاشلا ليكون عضوا في المجلس البلدي مطلوب منه تطوير الخدمات البلدية في المنطقة ونعول عليه كثيرا في إحداث نقلة نوعية في هذه الخدمات يلمسها المواطن وتنعكس على حياته إيجاباً ويكون أيضا قادرا على تطوير آليات العمل والقوانين والتشريعات التي تنظم العمل.

أجزم أننا إذا لم نغير من قناعتنا الخاطئة ونقدم مصلحة المجمتع على مصالحنا الضيقة فإن سلوكنا القبلي سيستمر وفشلنا في إيصال من لا يستحق الوصول سيتواصل وبالتالي فإن أحجام أفراد المجتمع عن المشاركة الفعالة مستقبلا أمر متوقع بل إن مصير هذه المجالس برمتها قد يذهب للمجهول.

أن التفاخر الحقيقي ينبغي أن يكون في مقدرة المجتمع على إنتاج واختيار أفراد عاملين متمكنين لديهم القدرة الذاتية على تطوير مجتمعاتهم من خلال هذه المجالس وليس التفاخر بعدد مرشحي القبيلة ممن قادتهم التكتلات العنصرية القبلية المقيتة إلى مواقع ليست مواقعهم ، تجربتان وهذه الثالثة والمسكونين بحب هذا الوطن يأملون بوعي حقيقي يقودنا جميعا للاحتفال بوصول أبناء تبوك المؤهلين لهذه المجالس حتى لا تصبح بعض الكراسي فارغة لمدة أربع سنوات قادمة ؛ وكلنا ينتمي إلى قبيلة وعشيرة وعائلة ولكننا قبل ذلك كله ننتمي إلى وطن وعليه فأنني سوف أصوت للوطن أرفض القبيلة وأوصد أبوابها ونوافذها حتى لا أقع أسيرة لها حتى في قرارتي ولذلك لن يكون صوتي للمتعصبين من أبناء القبيلة.

سارة يحيى العطوي
بواسطة : أمل عيد
 19  0