×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
محمد ال فيه

18 عاما بين الحياة والموت بسبب حادث!
محمد ال فيه

زرت قبل فترة ليست ببعيدة شاباً بمنطقة تبوك , لم يتجاوز عمره في ذلك الحين 24 عاماً كان وبمختصر الحديث "جسداً ملقى على الفراش من غير روح" وبسؤال والده عن سبب إعاقته وإصابته قال: قضى قبل أكثر من 18 عاما أحد السائقين المتهورين على طعم السعادة بيننا وكلف ابني أنه على هذا الحال بعد مشيئة الله منذ أن كان عمره 6 سنوات! ولاذنب له إلا أنه كان يلعب مع أقرانه خارج المنزل فأتى هذا السائق المتهور ليصطدم به , ويدمي قلوبنا عليه وليته يعلم والمتهورين أمثاله كم هو حجم الأسى والعذاب الذي مررنا به ويمر به ابني وتمر به كل أسرة مكلومة على أحد أبنائها أو أفرادها بسبب الحوادث.

في الحقيقة أن هذه الحادثة ليست سوى واحدة من عشرات القصص التي تجمع المآسي كلها فتبوك وحدها سجلت العام الماضي حسب الإحصائيات أكثر من 20 ألف حادث مروري وفاق إجمالي المخالفات المرورية فيها 300 ألف مخالفة , بينما بلغ عدد الإصابات الناتجة عن هذه الحوادث 1885 إصابة , و451 حالة وفاة..! وكل هذه الأرقام المخيفة تؤكد وتشخص حجم المشكلة وتناميها , وتدفعنا للتساؤل دائماً إلى متى وفي اليد آلاف الحلول!؟ فمثل هذه الأرقام والأعداد والقصص كفيلة برفع كفاءة الأنظمة التي تسهم في تلافي الحوادث بشتى صورها , وتقليصها إلى المستوى المأمول سنوياً , كما هي كفيلة برفع وعي سالكي الطرق , وضبط تهورهم , وإفهامهم أن الفواجع تأتي تبعاً ودون سابق إنذار , فبحادث بسيط ربما لايلقي له الناظر أو السائق بالاً , يصاب شخص ما بإعاقة دائمة , ويكلف أضراراً جسيمة على الأسر لا تعالجها السنين , والقصص في ذلك كثيرة.

وأخيرا .. "إن السعيد في آخر المطاف من يتعظ بغيره" فالوعي المروري بمفهومه الشامل أهم بكثير من المطالبة بإيجاد الروادع , وتحميل الجهات الأمنية والخدمية مسؤولية كثرة الحوادث وأرتفاع معدلاتها , لأنها بالمختصر مشكلتنا وليست مشكلتهم.
بواسطة : محمد ال فيه
 2  0