×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

التجارة في غياب اليقظة
نواف شليويح العنزي


التجارة في غياب اليقظة

الأحلام عالم غريب مستتر عن غير صاحبه، يعج به العقل منذ أن خلق الله البشر و جعلهم أعراقا مجتمعين في أحوال ، ومتفرقين في أخرى يحاولون فهم مامر بهم أثناء نومهم من أحداث ومشاهد ، و إن لم يتذكروا منها إلا القليل فالأحلام تعني لبعض الناس بشرى خير وفلاح أو نذير شر وشؤم ، ومنها قد يستشفون واقع قادم ، أو فهم ماض من حياتهم وحياة آخرين عاصروهم وتعايشوا معهم ، والحلم وأن تعددت مفاهيم الناس له إلا أن مفهومه الدقيق يشير إلى النشاط النفسي الواضح و المتأثر بالعقل الباطن في غياب تام ليقظة الفرد ، وهذا النشاط بدأ بعد وصول الجسم لمرحلة العمق في النوم وتتفاوت الأحلام من شخص لآخر تبعا للسن ونوعية المجتمع المتواجد به الفرد، وكذلك قد يتأثر بمستوى تعليمه ونوعية مشاهداته وعلاقاته الاجتماعية ، وأسهب المهتمون بعالم الأحلام بمحاولة التفسير وفهم دلالاته وفك رموزه بحسب ماترد أوصافها من صاحب الحلم حتى أن الكثير قد كتب وألف في مجال تفسير الأحلام قديما وحديثا ، ومن أشهرهم ابن سيرين والنابلسي وفرويد و غيرهم ، وكل مقتنع بما يكتبه ويورده عن عالم الأحلام ، ولم يتوقف الاهتمام بالأحلام عند التأليف ومحاولة التفسير من خلال الكتب بل امتهن البعض مهنة تفسير الأحلام ومحاولة جمع المال عن طريق توفير الإجابات العاجلة لأسئلة المهتمين بها عن طريق الإعلام الفضائي ووسائل التواصل المستجدة في حياتنا ، واللافت للانتباه أن هؤلاء المفسرون زاد عددهم في وقتنا الحاضر بسبب انشغال عامة الناس بالأحلام وتفسيرها أكثر من اهتمامهم بواقع حياتهم ؛ والذي لا يحاولون فهمه ولا تفسيره اعتقادا منهم بأن الأحلام هي الأهم وهي التي تأتي بالخير والأخبار السارة ، وهذا محال ومجافي للحقيقة ، وغير منطقي ولا يقبله العقل السوي لأن العمل والاجتهاد بتأدية الواجبات المنوطة بكل فرد هي التي تعين بعد الله على تحقيق الخير ، والواقع السعيد وليس البحث عن تفسير كل حلم يأتي للإنسان وهو بعيد عن عالم اليقظة ، فالإنسان الحق يجب أن يكون من عالم الواقع وليس من عالم الأحلام والأوهام .

بواسطة : نواف شليويح العنزي
 0  0