طفرة الاتصالات القادمة
نواف شليويح العنزي
بدأت أجهزة الاتصال المتنقلة باستخدام شبكات الجيل الأول 1G والذي اقتصر على إمكانية إجراء المحادثات الهاتفية فقط ، ثم طورت شركات شبكات الاتصال خدماتها لتصل إلى الجيل الثاني 2G في عالم الاتصالات ، وتواصلت جهود الشركات المشغلة في تحسين خدمات شبكات الاتصال لعملائها حتى وصلت إلى الجيل الرابع من أجيال الاتصال ، والمستخدم حاليا من قبل ملايين البشر في العالم ، ويوفر الجيل الرابع 4G خدمات الاتصال بالإنترنت بسرعات جيدة ولكن ليست كل مايأمل به جمهور عملاء شركات الاتصالات والتي تحرص في كل عام على كسب ثقة المزيد من العملاء ؛ إذ أن أبرز عيوبه تذبذب سرعة البيانات وانخفاضها لفترات طويلة مسببة تضجر ونفور كثير من المستخدمين للإنترنت ، و التساؤل المستمر عن أسباب سوء الخدمة المقدمة من شركات الاتصالات المزودة لخدمة التجوال سواء في إجراء المكالمات أو الاتصال بشبكة المعلومات الدولية ، وبعد كل ماسبق من عيوب في الجيل الرابع 4G ؛ أشرق جيل جديد على العالم من شبكات الاتصال لأجهزة الجوال ويسمى بالجيل الخامس 5G الذي يتمتع بمميزات فائقة الجودة من أهمها السرعة العالية للإنترنت ، والتي تفوق السرعة الحالية بأكثر من 200 مرة وبمعدل تيرابايت في الثانية ، وبإمكانية تنزيل محتويات مسجلة مدتها ساعتين في بضع ثوان فقط ، كما يتميز الجيل الخامس بأنه يسمح للأشياء ووسائل النقل والأجهزة المنزلية بالاتصال بالإنترنت وإرسال البيانات واستقبالها ، وهذا يشكل طفرة غير مسبوقة في عالم الاتصالات من أجهزة الجوالات وأجهزة التابلت ، ويحتاج الجيل الحديث لمحطات استقبال وإرسال للبيانات بتقنية متقدمة الأمر الذي يكلف شركات الاتصال المزيد من الأعباء المالية والتي قد تصل لمليارات الدولارات ، وبالرغم من التكلفة الباهظة سارعت كثير من الدول في إتاحة الفرصة لتشغيل هذا الجيل على أراضيها من قبل بعض الشركات المشغلة الشهيرة مثل شركة هواوي الصينية التي تحاول تشغيل الجيل الخامس للأجهزة الذكية قبل انطلاق أحداث منافسات كأس العالم صيف هذا العام في روسيا ، و في القارة الآسيوية تحاول كوريا الجنوبية تشغيل الجيل الخامس خلال شتاء هذا العام ، ومن الدول العربية التي تحث الخطى في تشغيل الجيل الخامس لعملائها الإمارات العربية المتحدة ، وشركات الاتصالات السعودية التي سوف تتيح لعملائها الاستفادة من خدمات شبكات الجيل الخامس في مطلع العام 2020 بإذن الله ، مما يضاعف عدد المستخدمين للأجهزة الذكية ويرفع تكلفة الخدمة المقدمة ، ويأمل عملاء شركات الاتصالات المحلية أن يغطي الجيل الخامس جميع المدن والقرى وكافة الأحياء وأن لا يقتصر على مساحات محدودة ، وأن يقضي على كافة عيوب شبكات الجيل الرابع السابقة .