×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
محمد آل مخزوم

الإسراف في حفلات الزواج !
محمد آل مخزوم

أضحى التفكير في الوظيفة والسيارة والمنزل هي الشغل الشاغل لمعظم الشباب وقد تجاوز معظمهم الـ (35) من العمر، فلم يعد يعنيهم الزواج في شيء كونه بات في سلم الأولويات الأقل أهمية، هذه المشاريع سالفة الذكر تستهلك الفترة الذهبية من حياة الشباب، ما جعل مشروع الزواج هو آخر المطاف، في ظل ضيق ذات اليد على اعتبار أن الحياة بوجه عام أصبحت مادية بحتة.
لم يعد للزواج قاعدة يتم الاحتكام إليها، حيث غلب التقليد الأعمى حتى في عادات ورسوم الزواج، فما أن يستحدث أحدهم طريقة حتى تسري هذه العادة على عموم الناس، فما أكثر أفراد المجتمع الذين يلهثون وراء كل جديد ومستحدث ؟.
في الماضي القريب كان الترتيب للزواج يأخذ الشكل العفوي، فالكل يعمل ويعرف الدور المناط به، ينتهي الزواج في يوم واحد بأدنى التكاليف، يتسم الزواج بالبساطة، والجميع يعلو محياهم البشر والسرور، فلم توضع الشروط والعراقيل التي أضحت من المسلمات وكأنها من ضرورات الدين، فلا يتم الزواج في الوقت الحاضر إلا بعد المرور بمراحل ثلاث "مرحلة الخطبة فيها النظرة الشرعية مرحلة الاحتفال لأسرة الزوجة مرحلة الاحتفال لأسرة الزوج" فلماذا كثرة الاحتفالات ؟ وأين التطبيق للتوجيه النبوي الكريم "أكثرهن بركة أقلهن مؤونة"؟.
العجيب أن الكل بات أسيراً لهذه العادات ولا يستطيع الفكاك، دون وجود فعالية لأهل العقد والحل بكسر القاعدة؛ فأين دور أئمة المساجد ومعرفي القرى ومشايخ القبائل في التصدي لمظاهر الإسراف والمغالاة في الزواج ؟.
المبالغة في تكاليف الزواج عن طريق المغالاة في المهور، والتبذير في الحفلات، لا يشكل عقبة أمام الميسورين الذين لا يعنيهم الإسراف والمباهاة، لكن مجاراة الآخرين من قبل محدودي الدخل سوف يرهق كواهلهم، فليسوا بأقل من سابقيهم حسبما جرت العادة.
يتوارى معظم أولياء الأمور عن الأنظار في مشاريع الزواج وما يكتنفها من محاذير تتمثل في الإسراف في النفقات والتبذير المذموم، ما يجعل النساء يتصدرن الموقف، جرياً وراء مظاهر كاذبة هي أقرب لتزييف الحقيقة والواقع منها إلى الكرم.
كثرة الإسراف مدعاة لغضب الرب وكفران للنعمة "إنه لا يجب المسرفين" فبعد انقضاء الحفل وتوديع المدعوين يبقى العريس وعائلته أسرى للديون تلاحقهم لأعوام عديدة، ما ينعكس هماً وغماً لا سعادة وفرحاً، فأين من يعلق الجرس ويرمي بهذه العادات عرض الحائط ؟.
ليس أمام من يعنيهم أمر العامة من أهل الحل والعقد إلا أن يتنادوا لوضع حدود لهذه القضية، كتحديد المهور، وعدم الإسراف والمباهاة، وتشجيع الزواج الجماعي، ونشر ثقافة الترشيد في النفقات، ونبذ العادات والتقاليد الدخيلة على المجتمع.
بواسطة : محمد آل مخزوم
 0  0