×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
محمد آل مخزوم

المقصف المدرسي!
محمد آل مخزوم

المقصف المدرسي هو المكان الذي يشتري منه الطلاب في المدارس الوجبة الغذائية "وجبة الإفطار"، وهو بمثابة المطعم الصغير أو الكشك من خلال ما يوفر من مأكولات ومشروبات للطلاب في الفسحة الدراسية.

لم يكن هذا المقصف يتوفر في الماضي، فكان الطلاب يحملون معهم كل صباح الخبز والتمر "إن كان موجوداً"، وأما شرب الماء فمن حنفية المدرسة، والتي كانت بمثابة المعين الذي لا ينضب "شرب غسيل وضوء"، وكانت الأمور على ما يرام، فالحالة الصحية للطلاب جيدة في المُجمَل، والهدوء والسكينة في المدارس كانت هي السمة السائدة.

في الوقت الحاضر المقصف في كل مدرسة، يخضع هذا المقصف بين الفينة والأخرى للمتابعة من إدارات التعليم، وربما المراكز الصحية، لمعرفة ما يباع، مع توجيهات وزارة التعليم المستمرة للمدارس عبر التعميمات بضرورة منع بيع المشروبات الغازية والأطعمة التي تلحق الضرر بالطلاب.

معظم الأطعمة المباعة في مقاصف المدارس تخلو من القيمة الغذائية النافعة للطلاب، فالحلويات والعلك والمشروبات والشيبس معظمها يضر بالصحة من خلال ما تحويه من مواد حافظة ومكملة وصناعية وألوان ونكهات وأملاح الصوديوم التي تؤثر ليس على الصحة العامة فحسب، بل حتى على الحالة النفسية للطالب، ما يجعله يمارس سلوكيات عدوانية غير سوية بعد الإفطار مباشرةً نتيجة التوتر.

إن الذي ينظر لهذه القضية بحيادية، ويتابع بدقة، ويسبر الواقع، يجد أن معظم أو كل قادة المدارس يغضون الطرف عن تلك الممنوعات، بل رُبَّما يخفون بعض المبيعات عن عين الرقيب؛ فقائد المدرسة هو المؤجر "المستفيد الأول"، والبائع بالمقصف هو المستأجر "المستفيد الثاني"، والطالب "الضحية" قد ينقصه الوعي الكافي بما يضر وينفع، وربَّما كان مقلداً لأقرانه في شراء ما يراهم قد أقبلوا على شرائه.

لا أعلم في قواميس اللغة من أين تم اشتقاق هذه الكلمة "مقصف" سوى للتعبير عن قصف الرعد أو قصف الريح، وقد كان الأجدر والأجدى بوزارة التعليم تغيير المسمى، فالمدلول له قيمته الاعتبارية في اللغة العربية، ولعل الحال أن يتبدل مع تغيير المسمى لبلوغ الهدف الأسمى.

يقع على عاتق الوزارة مهمة تشغيل هذه المقاصف ولو بدون عائد مادي، ومتابعة ما يباع بها على الدوام بعناية، دون ترك الحبل على غاربه لقادة المدارس الذين لا يهمهم في الغالب سوى الحصول على الربح المادي الذي يتقاضونه مقابل التأجير.

ومن تلك المهام التوعية عبر وسائل الإعلام والمقررات الدراسية بما ينفع وما يضر من تلك الأطعمة، والحث على تناول المفيد، حفاظاً على صحة أبنائنا الطلاب في المدارس، وتشكيل الوعي المجتمعي نحو التغذية الصحيحة، فالعقل السليم في الجسم السليم.
بواسطة : محمد آل مخزوم
 0  0