×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالرحمن الجعفري

المسرح المدرسي بين الذكريات وحلم الواقع!
عبدالرحمن الجعفري

المسرح المدرسي بين الذكريات وحلم الواقع!

في مطلع الثمانينات نزلت من على خشبة مسرح المدرسة ولم أصعد تلك الخشبه الى الآن.. ولم أدع إلى مسرح مدرسي كمشاهد إن لم أكن ممثل.. لست السبب!

حتى الآن تلك المسرحية العظيمة رغم بساطتها بمشاهدها الثلاثة، المشهد الوطنى الذي يدغدغ مشاعرنا ناثراً عبق التراث العربي الأصيل لبلدنا في أذهان الحضور ليمتلك مشاعرهم، المشهد التوعوي البناء الذي يحض المشاهدين على فعل الخير والرقي على إختلاف صفاتهم وأعمارهم من طلاب، معلمين، وأولياء أمور. والمشهد الأخير الذي يحمل البهجة للمشاهدين في قالب كوميدي راقي ورقراق يخل من الإسفاف والتبجح. وهنا صفق الجمهور بحرارة حد الإنفعال؛ حرارة جعلت شهادة التكريم تطبع نقشاً في يدي وكأننى أحد الفاتحين ، نعم! بطولة حقيقية ميدانها خشبة المسرح، كر وفر وصراع مع الذات لتطويع الفكرة لتصل إلى المتلقي من حيث لا يدرى ؛ دون الشعور.

تجربة عظيمة خالدة أذكر ادق تفاصيلها وجلها ، أرأيتم !؟ هذا ما يفعله المسرح وأكثر، منصة تعلم أبنائنا كل شيء دون العبء المصاحب للتلقي ، تعليم يحفل بالشغف من أجل المتعة وإطلاق العنان لا من أجل الحصول على العلامات ، ميدان ينمى في أبنائنا الشجاعة والإقدام وعدم الخوف والرهبة من الجمع ، يصقل اللغة ويطلق اللسان ويجلي الصوت ، مهارات تواصل بطريقة مرحة، طريقة عرض تأخذ بالأسماع والأبصار والمشاعر حد الإنبهار، بطولة حقيقة يعيشها ابنائنا واقعا ، بدلا من تلك التي يعيشونها في خيالهم مأسورين في براثن الشبكات العنكبوتية ، المسرح متنفس يحارب الضغط الذي يتعرض له أبناءنا من بطولات زائفة وأبطال خارقين لا وجود لهم . فنجد هذا بداخله الرجل العنكبوت واخر الرجل الوطواط.. الى اخره من تلك الترهات التي أنتجت لنا جيلا يعانى من التوحد والعزلة وفقدان الثقة بالنفس والشحنات الكهربائية الزائدة ، والآن مع رؤية المملكة 2030 نتمنى تفعيل دور المسرح المدرسي وإعادة بعثة للحياة التعليمية مرة أخري ليكون أداتا قوية من أدوات التعليم ، وإن كانت طريقة تعليم الأقران بين الطلاب طريقة ناجحة باعتبار أن خير من يوصل معلومة او فكرة هم اقراننا تحت اشراف المعلم وتوجيهه.

المسرح يجمع بين تلك الطريقة وبين طريقة التعليم بالتجربة من خلال القالب التمثيلي في جو من المرح والتفاعل، ليكون بذلك من أفضل منصات التعليم الحياتى والتوعوى إن لم يكن أفضلها، وكان حق له أن يلقب بأبي الفنون.

أخيرا أتوجه بالشكر لمن أتاح لي تلك التجربة الحياتية المتميزة التي لن أنساها ما حييت وهم مدير المدرسة الأستاذ/ علي مصطفي مسلم والمشرف العام معلم اللغة العربية الأستاذ/ عبد العزيز السيد عبد الرحمن والمدقق اللغوى والمسؤول عن الملابس وادوات الزينة.

واختتم بأشهر ما قيل في المسرح: "أعطنى خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا"
بواسطة : عبدالرحمن الجعفري
 14  0