×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
قسمة العمراني

ساقية عطر
قسمة العمراني




‏‫القرية التي هي : حاضنة البحر [ ٣ ]





- لم يمر على قريتي كثيرٌ من الوقت
رغم أنها وشمت خدّ الأرض في الـ ستة أيام التي بدأ الله فيها الخليقة
قبل أن يستوي على العرش جل قدره وشأنه
راودتها الحياة ذات يوم عن نفسها ، فقالت لها هيا
معصمها كان طوع الإنقياد و عقلها لم يفكر بل قرر المُضي قُدُما
دون تردد أو عتاد ، زادها فقط كان الأمل وشيئاً
من التفاؤل بـ ماهو آت وما اضيق العيشُ
لولا فُسحة الأملِ .
- تعبت قريتي من السير في الممرات الضيقة
واضناها تعب الإرتحال من أجل البحث عن لقمةِ عيش .
فقيرة الحظّ تلك القرية غنية المكارم سخية البذل ،
زارها الشتاء ذات موسم فلحفته اضلعها وقالت له أقم هنا بعد إن كوّمت
فوقه معاطف الدفء وأهدته معازف الروح
. وعندما قدم إليها الصيف في موكبه يرافقه بعضٌ من حاشيته
استعانت بأبن عمها البحر ،
وقالت له : اجلب عليهم بخيلك من خيرك دسماً ولؤلؤاً ونسيما .
هكذا هي كـ أهلها لا تقصر مع ضيف ولا تتخلى
عن عابر سبيل ولا ترد سائلاً

- قريتي تُطارح الكرم كما تطارح الأمل , الكرم ليس في بشاشة
أهلها فقط وإنما يتمدد في كل ملامحها ,

- سكان بسطاء كرماء .
- موقع لا يُضاهى لو قُدِّرَ له غير هذا القدر
- تضاريس جميلة غنية بالجاذبية حاكتها الطبيعة
من تبر الأرض وتمر النخيل وكأنها مجموعة من الأحجار الكريمة
في لمعانها تحت الشمس أو توهجها تحت القمر
والتمر هُناك من أهم عناوينها على ذلك الشاطئ وأيضا
حلوى أهلها الشعبية البسيطة التى منحهم
جنيهاعطاء الرب لاسواه .
كل ماهناك يرفل في ثياب الكرم ، التي ضاقت ذرعا
بفيضهم الحاتمي رغم قلة الحيلة
ولكن سيف العراقيل فيها مسلطا على رقاب الأمنيات
بيد قصّاب الحظ الجائر .
سُقيا بركة وعطاء قريتي المجدبة ، هكذا نردد
متضرعين في انتظار المأمول .
فما زال زير الأحلام خاليا من ماء الواقع
الذي ينتظره العطاشى .
!
مازلت هناك ومازالت أوراقي مبللة
بحب تلك القرية


يتبع


أوراق تتناولها امرأة من حقيبة العمر
لتحتفظ بها في صناديق الذكريات
وتهديها لملفات التاريخ



الورقة السابقة :

http://www.sada-tabuk.com/articles-a...how-id-782.htm

تويتر : @Saqyat3tr
بواسطة : قسمة العمراني
 11  0