×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

إمام المسجد الحرام: في هذه الأيام المباركة يفد المسلمون إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج امتثالًا لأمر الله واتباعًا لسنة نبينا

إمام المسجد الحرام: في هذه الأيام المباركة يفد المسلمون إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج امتثالًا لأمر الله واتباعًا لسنة نبينا
 أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الجهني إمام وخطيب المسجد الحرام واستهل فضيلته خطبته الأولى عن أنواع العبادات فقال : تعبدنا الله العليم الحكيم بأنواع عديدة من العبادات منها ما هو بدني محض كالصلاة والصيام ومنها ما هو مالي محض كالزكاة وسائر النفقات.

وهناك عبادة يقوم العبد بأدائها ببدنه مع إنفاق المال فيها فيقال لها عبادة مالية وبدنية ، وهي عبادة حج بيت الله الحرام التي ينفق فيها الإنسان المسلم من أنفس أمواله ويكابد فيها متاعب السفر ومشقته .

ثم تحدث فضيلته عن أيام الحج فقال: في هذه الأيام المباركة يفد المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج امتثالًا لأمر الله واتباعًا لسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فإن الحج فريضة من فرائض الدين ، يجتمع فيه المسلمون لأداء هذه العبادة كما أداها رسول اللہ ﷺ ، ويحصل بهذا التجمع منافع كثيرة وتعاون على البر والتقوى ، والمسلمون الوافدون إلى بيت الله حين يحسون بقربهم من الله عند بيته المحرم تصفوا أرواحهم ، وترق قلوبهم وتخشع لذكر الله عند هذا المحور الذي يشدهم جميعاً ، إنها القبلة التي يتوجهون إليها ويلتفون حولها ، يجدون رايتهم التي يستظلون بها ويسيرون تحتها ويرجعون إليها ، إنها راية الإيمان : « لا إله إلا الله محمد رسول الله » .

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن تجمع الناس للحج دون تفرقة ألوان ولا أجناس فقال: تلك العقيدة التي تتوارى في ظلها فوارق الأجناس والألوان واللغات والأقطار ، يجدون قوة الوحدة وفائدة التضامن تحت راية الإيمان ، وداعى هذا التجمع قوله تعالى : ( وأذن في النّاس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) والقاعدة الأساسية لهذا اللقاء هي قوله تعالى (وإذ بوأنا لابراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا ) لا في قليل ولا في كثير ، لا في قول ولا في عمل ، لا في مسيرة ولا في هتافات فارغة ، إنما هو تجريد القصد والعمل لله وترك كل ما سواه ، فلا يعبد إلا الله ، ولا يدعى إلا الله ، ولا يذكر إلا اسم الله تهليلاً وتكبيراً ، وتسبيحاً وتحميداً ، وتلبية وخضوعاً في هدوء وخشوع ، وسكينة ووقار ، وفي ذل وانكسار ، فاتق الله أخي المسلم واعلم أن الله يراقبك في جميع أوقاتك وفي كل أحوالك ، في ليلك ونهارك ، فالتزم جانب الأدب مع خالقك ، والتزم جانب الأدب في هذه البقاع المقدسة ، فلا تنتهك حرمتها بمعصية الله فيها ، وقدم أمامك عملا صالحا خالصًا لله نقيًا تجده ذخرا ونورًا أمامك ، وأسأل ربك التوفيق والهداية فانه هو الهادي إلى سواء الصراط
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولاجدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب لعلكم ).

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن الثناء على النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه وامر الله للمؤمنين فقال: فيقول الله تبارك وتعالى ( أن الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا……) وثَبَتَ عَنْهُ ﷺ أنَّهُ قالَ: (مَن صَلّى عَلَيَّ صَلاةً صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِها عَشْرًا). وقالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ أفْضَلُ العِباداتِ، لِأنَّ اللَّهَ تَعالى تَوَلّاها هُوَ ومَلائِكَتُهُ، ثُمَّ أمَرَ بِها المُؤْمِنِينَ، وسائِرُ العِباداتِ لَيْسَ كَذَلِكَ.
اللهم صل وسلم تسليما على عبدك ورسولك محمد.
يالها من رتبة عالية ويا له من تعظيم وتشريف ، لا يدرك كنهه ، تترد به جنبات الوجود ، وتتجاوب له أرجاء الكون ، ويشرق له مابين السماء والأرض بثناء المولى سبحانه وتعالى على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم تسليما.

قال الإمام القرطبي رحمه الله : هَذِهِ الآيَةُ شَرَّفَ اللَّهُ بِها رَسُولَهُ عَلَيْهِ الصلاة والسَّلامُ حَياتَهُ ومَوْتَهُ، وذَكَرَ مَنزِلَتَهُ مِنهُ، وطَهَّرَ بِها سُوءَ فِعْلِ مَنِ اسْتَصْحَبَ فِي جِهَتِهِ فِكْرَةَ سُوءٍ، أوْ فِي أمْرِ زَوْجاتِهِ ونَحْوَ ذَلِكَ .
أيها المسلمون : أن أعظم النصرة للنبي صلى الله عليه وسلم هو الاقتداء بهديه والاستنان بسنته ونشر فضائله والتعريف بسيرته وإذاعة قيم الإسلام وتعاليمه.

واختتم فضيلته خطبته الثانية عن من يسيء للنبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال: وإن المحاولات الإجرامية للإساءة للنبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم وعلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، لن تضر الجناب النبوي الكريم بشيء ولا الدين الإسلامي كذلك فقد رفع الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم تسليما ذكره وجعل الذل والصغار على من خالف أمره وفتح له الفتح المبين وعصمه من الناس أجمعين وكفاه المستهزئين. والآفات التي كانت سببا في هلاك أولئك المستهزئين مشهورة في التأريخ ، وأعطاه الله عز وجل الكوثر وجعل شانئه هو الأبتر. واستنكار المسلمين لهذه الإساءة الإجرامية يجب أن يكون وفق ما شرعه الله عز وجل في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى أله وسلم تسليما . وأناشد دول العالم والمنظمات الدولية بالتحرك لتجريم الإساءة للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام .

فاتقوا الله أيها المسلمون ، واجعلوا أعمالكم وأقوالكم خاضعة لأحكام الإسلام ، واستقيموا على توحيدالله وطاعته تفلحوا .
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد