×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

قضايا إملائية ( الجزء الثالث )

قضايا إملائية ( الجزء الثالث )
 وإكمالا لحديثنا الذي كناقد بدأناه ، حول القضايا الإملائية وانتشارها ، والجهود التي نحتاج لبذلها للقضاء عليها ، كان هناك عدداً من الإجراءات التي يلزم اتخاذها للحصول على النتيجة التي نرجوها من هذه الدراسة .
ومن أهم هذه الإجراءات والتي ينبغي التركيز عليها ، والاهتمام بها ، لتقوم الدراسة بدورها ، التنويه على أهم الأخطاء الإملائية التي انتشرت بكثرة حتى أصبحت ظاهرة للعيان ، حتى بات من الصعب السيطرة عليها فضلاً عن احتوائها ، ولكننا طالما نذرنا أنفسنا لخدمة اللغة العربية والذود عنها ينبغي علينا ألَا نستسلم ، وأن نبذل قصارى جهدنا لعلاج تلك الأوبئة الفاتكة والتي بدأت تنخر بجسدها ، وقد تتهالك لغتنا أمام أعيننا إن لم نهب سراعاً لإنقاذها ، ونعمل جاهدين لعلاجها ، حتى تشفى وبإذن الله ستعود إليها قوتها وهيمنتها ..
ومن أهم تلك الأخطاء :
١) عدم التفريق بين الهاء والتاء المربوطة والتاء المفتوحة ، فنرى الهاء تكتب تاءً ، والتاء تكتب هاءً ، والتاء المفتوحة تكتب مربوطة ، والعكس كذلك ، وإن سألنا عن السبب ، سمعنا تلك الردود التي تزيد من حجم المشكلة ، وتظهر لنا مدى الاستهانة بها ، فهذا يقول : " وما الفرق إن وضعت نقاط أم لم أضع ؟ " ، وذاك يقول : " وما الذي سيتغير إن كانت التاء مفتوحة وأنا كتبتها مربوطة ، فهي في النهاية تاء " ، وغيرهم يقول : " أنا أصلا لن أقرأ النقاط فسواء وضعتها أم لم أضعها فلا ضرر " ، وهناك من يكاد يبكينا رده عندما يعلق ساخراً متهاوناً حين يقول : " لقد تعودت على ذلك ، فأنا دائماً أكتبها هكذا " ، وغيرها من الردود التي تزيد من حجم المشكلة ، وتؤكد انتشارها ، وكل تلك الردود هي التي جعلتنا ننظر لتلك الظاهرة على أنها ليست مجرد أخطاء عابرة ، ولكنها وبسبب هذا التهاون ، والمجاهرة بها دون خجل تحولت إلى قضايا تهدد سلامة اللغة وبقائها .
ودورنا نحن أن نوضح للناس طريقة التفريق بينها بطريقة سهلة ، سلسة ، لا تعقيد فيها ولا غموض ، وأن نتابعهم في تطبيقها ، ونراقبهم في طريقة كتابتهم ، حتى يعتادوا الصواب كما اعتادوا الخطأ ، وشيئا فشيئا نصل معهم إلى تجاوز تلك العقبة ، ومحو تلك الظاهرة .
فالهاء تظل هاءً في الوقف والوصل ، فننطق الكلمة مرة بالوقف عليها ، ومرة نصلها بما بعدها فإن نطقناها بالمرتين هاءً ، سنكتبها بلا نقاط لأنها بالأصل هاء ، مثل : حضر خالد وولده ، أو نقول حضر خالد وولده محمد ، فكلمة " ولده " عند وصلها وعند الوقف عليها نطقناها هاء ، فهي هاء إذن ، ولذلك ستكتب بلا نقاط دوماً .
* والتاء المربوطة تنطق هاء عند الوقف عليها ، وتاء عند وصلها ، وحتى نتأكد من أصلها نجربها مرة بالوقف ومرة بالوصل فإن تغير نطقنا لها في وصلها عن وقفها فهي إذن تاء مربوطة ، وهذا يفرض علينا وضع النقاط عليها عند كتابتها ، مثل : حضرت إلى المدرسة ، إن وقفنا عليها ننطقها هاء ، ولكن عندما نصلها فنقول : " حضرت إلى مدرسة البنات ، يظهر لنا أنها تاء ، فهي تاء إذن وتتطلب كتابتها وضع النقاط عليها دوماً .
* والتاء المفتوحة تنطق تاء عند الوقف عليها ، وعند وصلها ، فنجربها بكلتا الطريقتين ، فإن نطقناها تاءً في الوصل والوقف ، فهذا يخبرنا أنه لابد من كتابتها تاءً مفتوحة دوماً ، مثل : كافأت الطالبات ، أو كافأت طالبات الفصل ، نلاحظ أننا ننطقها تاء بكلتا الجملتين ، وهذا يساعدنا على معرفة طريقة كتابتها ، بأنها ستكتب تاء مفتوحة بالوصل والوقف .
فنحن لو اعتمدنا هذه الطريقة في معرفة نوع الحرف هل هو هاء أم تاء ، وهل هي مربوطة أم مفتوحة ؛ لساعدنا ذلك في معرفة الطريقة الصحيحة لكتابتها ، ولكن قبل ذلك لابد أن يستشعر الشخص أهمية الكتابة الصحيحة ، وأثر تلك الأخطاء وكثرتها على إعياء اللغة العربية وضعفها ، مما يؤدي إلى تشويهها .
ومن المفيد لنا أيضا أن نعمل على تقوية الروابط بيننا وبين لغة الإسلام ، والاقتناع حقاً بأن أي تغيير في أسس قراءتها أو كتابتها يؤثر على جمالها ، ويفقدها الكثير من امتيازاتها .
" فدائما الاقتناع بأهمية المعلومة يساعد على إتقانها والحرص عليها أكثر مما لو تعلمناها لمجرد التطبيق دون قناعة “ .
هذا فيما يتعلق بأولى تلك القضايا ، وتابعونا في الأسبوع القادم لنتناول قضية أخرى بالشرح والتوضيح ..
فللحديث بقية ...

@bentalnoor2005
إيمان حماد الحماد
بنت النور
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد