×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

سطوة الظروف

سطوة الظروف
 
منتقى من كتابي ( من أطلق سهامي ؟ )

كلٌ يرى الأشياء من منظوره ، ويفسر الأحداث حسب ظنونه ، فيحادث الأشخاص من مفهومه ، وتتأثر آرائه بقدر همومه ، والتي تلعب بأفكاره وتجعله يغيرها ويغير قناعاته كما يفعل مع هندامه .
فآراؤه منطقية ، وأفكاره عملية ، وانطباعاته إيجابية ، إن كان سعيداً هانئ البال .
وتعليقاته سخيفة ، وأفكاره مخيفة ، ورؤيته ضعيفة ، إن كان تعيساً أو متعب الحال .
ونفسيته تلعب دورها الفعّال في أفكاره ، ومزاجيته تتأثر بلا جدال في أفعاله .
فما يحبه اليوم سيكرهه غداً ... إن غضب .
وما يفعله الآن سراً ، سيرفضه بعد حين جهراً إن رغب .
وما يراه الآن ضوءاً ونوراً ، سيعيشه في يوم ظلاماً سرمداً إن غرب .
فليست العين من يغيّر الصورة ، ولا الظن الذي سيجعلها في أجمل صورة ، لكنها الظروف التي تطغى فتبطش بنا إن ساءت ، وتهدأ وتضحك لنا إن زانت .
ونحن بين جنبيها تتلاعب بنا كيف شاءت .
تتجاذبنا في كفيها فنميل إن الحياة بنا مالت .
فأي سلاحٍ تهددنا به ظروفنا لنطيعها مهما قالت .
وأي ممسك لها علينا فتذلنا به إن استطاعت .
وأي نقطة ضعف تراها بنا ، فتستغلُّها إن استحالت .
لِمَ لا نتمتع بالقوة التي تجعلنا نحاربها .
ولِمَ نضعف لها ونطيعها ونجاريها .
ولِمَ نترك لها القيادة ونحن نستطيع أن نتحكم بها .
ولِمَ نسلّمها السيادة ، وبيدنا أن نغيّرها أو نغيّر فيها .
ليست ظروفنا من صنعتنا ، ولكننا بأيدينا صنعناها .
لدينا اليوم فرصتنا ، سنندم إن أضعناها .
لنطوّعها لرغبتنا ، فنجعلها لنا عوناً إن حقاً فعلناها .
نغيّر فيها ما نقدر ، ستضعف إن نسيناها .
فكيف الظرف يسلبنا ، حياة لسنا نحياها .
حياتي طوع رغباتي ، فإن ضاعت ، فنحن من قتلناها .
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد