×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

قرأت في كتاب " استمتع بحياتك "

قرأت في كتاب " استمتع بحياتك "
 
كتابنا لهذا الأسبوع هو كتاب : " استمتع بحياتك " ، للدكتور محمد عبد الرحمن العريفي .
وكما يقال بأن الكتاب يُعرَفُ من عنوانه ، فقد كان لعنوان هذا الكتاب دورٌ كبير في نجاحه ، فضلاً عن مكانة صاحبه ، وكثرة قرائه وتلامذته ومحبيه .
" استمتع بحياتك " ، يا له من عنوان يدغدغ المشاعر ، ويثير الفضول ، ويلفت الأنظار ، فمن منا - نحن البشر - لا يبحث عن أسباب المتعة ، ومن منا لا يرغب بأن يستمتع بحياته ، وقد أحسن الكاتب في صياغته لعنوان كتابه ، فلم يجعله سؤالا ، ولم يظهره احتمالا ، بل جاء به مؤكداً ، وصاغه أمراً لا مفر منه لمن يقرأ كتابه .
فقد كان شديد الثقة بأن هذه النتيجة ستكون مؤكدة لكل من وصل الكتاب لعقله ، واستقر بقلبه ، قبل يده .
وقد جاءت هذه الثقة من خلال صفاء نية صاحبه ، وعظيم الهدف لكاتبه ، وقمة النفع لطالبه .
فقد قدّم لنا الدكتور " العريفي " خلاصة تحاربه في الحياة ، وأهدانا عصارة فكره ، مما كان يراه عامَّاً من الأمور ، وكان يتوقع لمعظمنا فيها المرور ، تعرض لها بشخصه في معظمها ، وعاصرها بغيره في بعضها ، ودرسها وعرف ببعضها مما امتلأت به كتب السيرة ، من المواقف التي رأى أنها تصلح للعرض في مدرسة الحياة ، وهي بها جديرة ، ففيها من العبر ما يكفي ، وفيها من الدروس ما يشفي ، وكان شغله الشاغل هو انتفاع الناس بها ، وممارستهم لها ، فتحصل لهم الفائدة التي كان يرجوها ، إن هم بعقولهم أدركوها ، وبقلوبهم حفظوها ، وبحياتهم طبقوها ، وبحل مشاكلهم أشركوها .
فقد كانت مواقف منتقاة بعناية ، جمعت بين الدين والدنيا ، وخلطت بين الفائدة والمتعة ، ومزجت بين العلم والعمل ، والجد والهزل ، فأرشدتنا للصواب واظهرت الخلل ، وجمعها في كتاب ، بأجمل الألفاظ وابلغ الجمل .
مواقف من حياته الشخصية ، أو مما مر به في رحلته العلمية ، وهي بالرغم من كثرتها إلا أنه قدم لنا الخلاصة ، وقد انتقاها بعد دراسة ، وقدمها بكل كياسة ،
جمعها بعشرين عاماً أو تزيد ، وكانت له إلهاماً ولمن يريد ، فنتج عنها نصائح لا تقدر بثمن ، ومواعظ لا تبلى مع الزمن ، فكان هذا الكتاب وهو الذي يراه كاتبه أقرب كتبه إلى قلبه وهي كثيرة ، وعبّر عن السبب في جملة قصيرة ، حيث قال : " كتبته بمداد خلطته بدمي ، سكبت روحي بين أسطره ، عصرت ذكرياتي فيه " ، وأقسم الكاتب على أنها خرجت من قلبه مشتاقة أن يكون مستقرها قلوبنا "
فما كان من القلب ، سيقع حتماً في القلب .
ومما يريح القارئ ، أن يعرف غاية الكتاب ، حيث لم تكن ربحاً مادياً يعود عليه ، ولا مجرد كثرة القرَّاء لما به ، بل كانت غايته الفائدة لكل من وقع بين يديه ، وأن تكون السعادة ناتجة عن دفتيه ..
وما عليك عزيزي القارئ إلا أن تستجمع قوتك ،وتكون أرضاً خصبة ينبت بها ما زرعه الكاتب في تربتك ، لتثمر سعادة ورضا وتستمتع بحياتك ..
وأنا والله فعلت ، قرأته فارتحت ، وطبقته فاستمتعت ، وحتى تعم الفائدة به نصحت ، وعن جماله وقيمته حركت قلمي فكتبت .
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد