×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

إمام المسجد النبوي: بالتفكر يُصبغ القلب بمعرفة الله وبالذكر يستنير القلب بمحبة الله

إمام المسجد النبوي: بالتفكر يُصبغ القلب بمعرفة الله وبالذكر يستنير القلب بمحبة الله
 خطب وأم بالمصلين فضيلة الشيخ أحمد بن طالب حميد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المؤمنون: إن الله عز وجل قد جعل الكبرياء والعز والعظمة معاقد ربوبيته، وجعل الإنعام والإحسان والإفضال والإكرام والعفو والغفران، أمداد رحمته، وجعل قهره وبطشه، وعدله وحكمه، وجبروته وانتقامه، مظاهر ملكه ودينونته، وإلى ربوبيته رحمته وملكه ودينونته مرجع أسمائه الحسنى، ومرد نعوته الكملى، وهي فواتح فاتحة كتابه العظيم، وأفضل ما نزل من السماء إلى الأرض من الله الكريم، قال الله عز وجل : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) )، وبها يتعلق أول الخلق وآخرهم، ومبدؤهم ومعادهم في اليوم العظيم.. يوم يقوم الناس لرب العالمين.

وأكمل فضيلته فالإله هو المعبود بحق، والرب هو الموجد للخلق، والرحمن الرحيم هو الشامل لهم بالإحسان العاجل والامتنان الآجل، ومالك يوم الدين هو المحاسب للخلق والمجازي بالحق، قال تعالى (وَنَضَعُ ٱلْمَوَٰزِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْـًٔا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍۢ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ)، فهذه جميع أحوال الخلق في الدنيا والآخرة.

والإلهية تقتضي الغاية المطلوبة التي لأجلها خلق الخلق، وبعث الرسل، وأنزلت الكتب، وهي إفراد العبادة لله وحده لا شريك، فكما أنه ليس كمثله شيء، ولا ظهير له في الخلق، ولا شريك له في الملك، فلا يعبد غيره، ولا يؤله محبة وخشية ورجاء سواه سبحانه، قال تعالى( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) وربوبيته سبحانه خلقه ورزقه وتدبيره، وتربيته لخلقه إيجاداً وإعداداً وإمداداً، والعوالم كلها علامة وجوده سبحانه، فهي الناطقة بوحدانيته، فرب العالمين هو الذي له الخلق كله… السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن، مما نعلمه ومما لا نعلمه.

وأضاف فضيلتهُ: فالتفكر يصبغ القلب بمعرفة الله.. وبالذكر يستنير القلب بمحبة الله، وبمجمع الذكر والفكر والافتقار؛ يُعرج بالعبد إلى حقائق وحدانية الله وقدرته وعظمته. ومن تفكر في عظمة الله ما عصاه، ومن ذكر سيده هداه، ومن أوى إلى مولاه آواه، وبالتفكر والاعتبار، والذكر والادكار، والخضوع للواحد القهار، يوحد العزيز الغفار.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: الدعاء مخ العبادة ووسيلته الثناء على رب الأرض والسماء ومعراجه الصلاة والسلام على سيد الأنام فهي المفتاح وبها الاستمناح من الكريم الفتاح.
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد