×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

بدأت في الفن مبكراً وكانت تملك مكتبة غنية بالكتب .. حوار خاص مع الفنانة التشكيلية "هناء الشبلي"

بدأت في الفن مبكراً وكانت تملك مكتبة غنية بالكتب .. حوار خاص  مع الفنانة التشكيلية "هناء الشبلي"
 د. هناء راشد الشبلي، فنانة تشكيلية سعودية ومصممة رقمية وحاصلة على درجة الدكتوراة في التصميم الرقمي، وقد التقينا بها من خلال هذه السطور للحديث عن مجالها الفني:

- نرحب فيك ضيفتنا الدكتورة هناء الشبلي، المبدعة في مجال الفنون التشكيلية، حدثينا بنبذة تصفين فيها نفسك:
- حياكم الله، معاكم الدكتورة هناء بنت راشد الشبلي، فنانة تشكيلية ومصممة رقمية، مديرة إدراتي التخطيط والفروع للجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) والتي يتبعها ١٨ فرعًا في المملكة، عملت خبيرة تربوية في وزارة التربية والتعليم في إدارة المناهج في تخصص التربية الفنية، تقاعدت مبكرًا والآن متفرغة للفن والعمل التطوعي.

- ما بدايتك مع الرسم وكيف دخلتِ هذا المجال؟
- بدأت في الفن مبكرًا لأنني ولدت بين عائلة مراعية لاحتياجات أطفالها ولله الحمد، وكان والدي رحمه الله يملك مكتبة غنية بالكتب والتي أعطتني كنزًا وافرًا من الصور المعرفية والبصرية والتي تشبعت منها في طفولتي، فعندما أصبحت في الابتدائية كنت أرسم بغزارة أكثر مقارنةً بمن هم في سني، ولاقيت تشجيع من معلمتي حينها، واستمريت حتى المرحلة المتوسطة، وفي المرحلة الثانوية والتي اعتبرها انطلاقة الفن حيث كانت معلمتنا مشجعة ونشيطة ومحبة لمهنتها وهذا يؤكد دور المعلمة الواعية، فكانت تمنحني من خبرتها وعلمها، فعلمتني أسس الرسم بالألوان الزيتية والذي كان مبكرًا أن أتعلمه في ذلك الوقت، وتعلمت منها كيف أأسس سطح اللوحة حيث لم يكن في ذلك الوقت أدوات الرسم كلوح الكانڤس، وكنت أذهب إليها في أوقات الفراغ في المدرسة، ولما أصبحت في الصف الثالث ثانوي عملت لي معرضًا مكون من أكثر من ١٢ لوحة من أعمالي الشخصية بالألوان الزيتية لمناظر طبيعية، فكان أول معرض شخصي مدرسي لي وقد حضرته عدة مشرفات التربية الفنية وقد جعلني ذلك أشعر بالفخر وجعل والدتي تدعمني في المجال أكثر، وأصبحت في ذلك الوقت أحضر المعارض واشتريت الأدوات الخاصة بالمحترفين، هذا كله مهّد لدخولي لقسم التربية الفنية وكنت من أول دفعة لهذا القسم للبنات والذي سبقنا به بسنوات قليلة قسم البنين، ولكني تخرجت من القسم ومن أوائل الدفعات كسعودية وكمعلمة تربية فنية ولله الحمد.

- [B]ماهي الصعوبات التي واجهتك في مجال الفن الرقمي؟[/B]
- أُعتبر من رواد الفن الرقمي كوني بدأت به منذ أول إصدار للفوتوشوب والكولور درو، ولي مشاركات محلية وخارجية. فعندما بدأت بالعمل على هذه البرامج أيام الإشراف عندما كنت مشرفة تربوية، كان لدينا سجلات إنجاز، فكنا نحاول تزيينها بالرسومات البدائية، ومن ثم بدأت العمل في الفوتوشوب والكولور درو وأخذت دورات من معهد خاص بهذه البرامج، ومن ثم بدأت البحث عن طباعة هذه اللوحات على غير الورق، فكنت أبحث عن خامة أستطيع طباعة لوحي فيها حتى أريها للعالم وأشارك فيها، فعندما شاركت في لوحة من لوحاتي في معرض رُفضت وأخرجوني من المسابقة، فرفعت خطاب أسأل فيه لماذا أُبعد عملي عن المسابقة، فاكتشفت أنه لا يوجد محكمين ولا يوجد أحد يعرف الفن الرقمي وكان ذلك في ٢٠٠٦م، ووعدوني بمعرض وفعلًا كوّنا جماعة مكونة من خمس فنانات تشكيليات، وهذه كانت من أول الصعوبات التي تخطيناها، ورَعت لنا الوزارة أول معرض رقمي على مستوى العالم العربي، مع أن هذا الفن بدأ تقريبًا في عام ١٩٥٠م، وذلك يعني أن العالم الخارجي عرفه قبلنا بسنوات، ولكنه أصبح مجال فني معترف فيه من وزارة الثقافة والإعلام وقتها. ثاني صعوبة واجهتها أيام دراستي في الدكتوراة فقد كان تخصصي في الفنون الرقمية ورسالتي في استراتيجية الفنون الرقمية، فلم أجد مراجع حينها، فنزلت للميدان وصممت استباناتي حتى تكون هي المرجع الوحيد والحمدلله تخطيت هذه الصعوبة.

- هل الموهبة الفطرية عنصر أساس للإبداع؟ أم أن الموهبة تحتاج الى دراسة وصقل وتطوير؟

- الموهبة من الله تمنح للإنسان دون اختياره، فأي موهوب يحتاج إلى ممارسة تدريب وتعليم، ولا يكتفي أن ينعم بهذي الموهبه أحيانًا، فمثلًا أطفال التوحد عندهم مواهب رسم بقدرات عالية، وأحيانًا بعض المتخلفين عقليًا عندهم قدرة جسمية عالية
لكن الموهبة تصل إلى الإبداع عندما نطورها بالتعليم ونطورها بالممارسة، فهنا الفنان يجي أن يكون عنده الموهبة مع الهواية لتستمر فالموهبة لوحدها لا تكفي.

- نصيحة توجهينها للمبتدئين في مجال الفن الرقمي:

- أولًا: أنصح الفنانين الذين دخلوا المجال الرقمي أن يكونوا فنانين أصيلين، بحيث أن يهتموا في البيئة فبيئتنا كسعوديين ولله الحمد متنوعة جغرافيًا، فعندنا الزخارف في الشمال والزخارف في الجنوب، إرث حضاري ممتد لمئات السنين في نجد و الشرقية والغربية، فلا يتطلع الى حضارات الآخرين قبل أن يدرس حضارته وإرثه وتاريخه السعودي ويكون فنان أصيل في كل عناصره ورموزه
ثانيًا: أن يكون فنان صادق مع نفسه فلا يقلد ولا ينسب شيء لنفسه من غيره، فالفنان الصادق هو الذي ينجح. ولا إشكالية بأن تتدرب من غيرك لكن لا تشارك بهذا العمل في أي معرض وتنسبه لنفسك وهو لغيرك.
ثالثًا: لابد أن يكون متطلع خاص بالفنون الرقمية، فالفنون عمومًا متطورة وتتحدث باستمرار ونحن في عالم عولمة، فلابد أن تكون متطلع وثري في التعلم وتمارسه بأستمرار.
رابعًا: لابد أن توثق أعمالك دائمًا في كل مشاركة، لكي تحتفظ بها وتعود إليها عند الحاجة لها
كما يجب الإهتمام في الشكل و الأسلوب لأن كل فنان يمثل بلده.
أخيرًا، أشكركم على هذه الاستضافه ونتمنى لكم التوفيق والنجاح.

- لكِ جزيل الشكر دكتوره هناء الشبلي ونتمنى لك دوام التوفيق والمزيد من العطاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

image
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد