×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الحياة فرصة فاغتنمها

الحياة فرصة فاغتنمها
 
الكاتبة: شفياء الأسمري / جدة
قد تعصف بك الحياة وتألمك، قاسية هي الدنيا لا ترحم أحد ولكن! أنظر بعين الأمل إلى أن هناك رب رحيم يقدر لك قدر تحسبه هلاكك ولكن يجعله الله قارب النجاة،
تحكي لنا صاحبة القصة تفاصيل منح الله العظيمة تقول ،قضيت من عمري44 عاماً أتمنى أن أحج ولم يقدر لي الله ذلك وقبل عام من الآن ، كنت أعمل بشركة مرتبها قليل جداً ولم أستطيع توفير تكلفة الحج، فكنت أنظر إلى زوار بيت الله الحرام بحزن وأسئ ولا يسعني سوى دموعي لا أشعر بها منهمرة على ووجنتي، ولهفة السير مع الركب إلى الله تقطع حنايا قلبي ولساني يلهج بدعاء بأن يسخر لي الحج ومن يقوم على جميع تكاليفه،
في نصف شهر ذي القعدة أتأني عرض بفرصة مجانية للحج من إحدى حملات الحج بأن أكون داعية معهم ومشرفة على البرامج الثقافية لديهم نظرا لحصولي مسبقاً على دبلوم في الدعوة إلى الله ، وكانت بفضل الله وحده أمتلك مهارات الخطابة والإلقاء الجيد .
تم ترشيحي لهم، ولكن مع الأسف تم رفضي وذلك بسبب أني لم أجد مكان في نفس الحملة بالمجان لابنتي كمتطوعة والتي تبلغ من العمر 18 عاما ، وكان لديها نفس الرغبة بالحج، خابت كل الأمنيات والفرص ولكن ما خاب عبد قال يا الله،
خطر على بالى قول الرسول صلى الله عليه وسلم " احرِصْ على ما يَنْفَعُكَ، واستَعِنْ بالله ولا تَعْجَزَنَّ، وإن أصابك شيء فلا تقُلْ: لو أنني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَرُ الله، وما شاء فعل، فإن «لو» تفتح عمل الشيطان"، تهت مشاعري وامتزجت بالحزن من جديد وتبعثرت كلماتي ولم أعد أردد سوى يا رب أحج أنا وابنتي هذا العام كيف لا أدري بيدك مقاليد الأمر، كنت في بداية شهر ذي القعدة قدمت على المسار الإلكتروني لمنصة الحج والعمرة واستكملت كل البيانات ولكن كان المبلغ كبير جداً يفوق إمكانياتي كنت على يقين بان الله هو المعطي.
فجأة بعد ساعتين من رفض عرض الحج المجاني، أتي قبولي في القرعة الإلكترونية لوزارة الحج والعمرة وكان المبلغ فوق الخيال 28ألف ريال سعودي،
رغم الفرحة التي كادت تجعلني أطير من السعادة ولكن! من أين أسدد المبلغ قمت بنسخ الرسالة وتحويلها إلى أحد أفراد عائلتي وبدوره قام بتحويلها الى فاعل خير من زملائه وتم سداد كل المبلغ بنية الحج عن والديه، كل ذلك تم خلال 10دقائق من وصول رسالة الترشيح وبعدها تم صدور تصاريح الحج .
يا رب ما أوسع فضلك وكرمك بلا شعور سجدت سجدة شكر ممتزجة بدموع الفرح وأثناء سجودي استشعرت قول (اللهم أرضا عني وأرضني) إذا أعطاك الله أدهشك أنه الجواد الكريم المعطي،
قد يتأخر شيء عنك ليعطيك الأجمل، قد يؤلمك قدر ما ليعوضك أحسن، قد تفقد شيء ما تحسبه خيراً لك وهو مصدر الشر، مما حدث معي في هذه القصة تعلمت أن أجمل ما يختاره الله لنا هو الأفضل، ولو أطلعنا على الأقدار لخترنا ما قدره الله لنا، وأن أفضل شيء عندما تنهمر العطايا من خالق الكون أن تحمد وترضى ويزيد إيمانك.
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد