×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

قضايا اجتماعية.. الجزء السادس عشر قضية "ضياع الثقة وكثرة الشكوك"

قضايا اجتماعية.. الجزء السادس عشر قضية "ضياع الثقة وكثرة الشكوك"
 المرء شكاكً بطبيعته ، وكأن الشك جزء من تكوينه ومعجون بطينته ، وهو متردد دوماً في خطواته وقرارته وإن كانت وفقاً لرغبته ، حتى وإن جادل و أنكر إلا أن هذا الواقع الذي يكشف عن داخله و حقيقته ... .
وهو ليس بالأمر المعيب ، وليس منكرا لا من بعيد ولا من قريب ، وليس جُرما لننكره ، فإن سُئلنا عنه نخشى أن نُجيب ، وإن وُصِفنا به نغضب وكأنه فعلٌ مُريب ... .
بل على العكس ، قد يكون الشك في بعض الأحيان مطلباً يحمينا من التهور وتبعاته ، وينجينا من التسرع وسكراته ، ويبعدنا عن القرارات الطائشة التي تلقي بنا في بحر الندم فلا نقوى على تَحمُّل ردّاته ، ويجبرنا على التروي قبل منح الثقة لمن لا يستحقها من واقع تصرفاته ، ويجعلنا نفكر كثيرا قبل أن نُقدِم على فعلٍ دون إدراك لآثاره أو دراسة لحيثياته ، فنظل مع شَكّنا في الطريق السليم ، وننجو من شر كل منافق ولئيم ... .
ولكنه في أحيانٍ أخرى يحرمنا من الكثير من الفرص والتي رفضناها دون دراسة ولمجرد الشك في صدقها و حقيقتها ، ولم نجد من ينصحنا ، - حتى إن وجدنا - ، و - حتى إن نصحوا - لا أظننا مع شكوكنا تلك صدقناهم ، ولا أظن أننا يوما سألناهم ، وقد يجعلنا نخسر أشخاصٍ أخلصوا لنا ، ولكننا بالشك دون مبررات أبعدناهم ، وبخيباتهم منّا أقصيناهم ، ولعجزهم عن إقناعنا بصدقهم صدمناهم ، فحرمنا أنفسنا منهم ، ومن القرب منا منعناهم ، فلا هم كسبونا بصدقهم ، ولا نحن لثقتنا منحناهم ، ومن كثرة شكوكنا خسرناهم ، ولم نذق طعم الوفاء فما يوماً كسبناهم ... .
فما أجمل الثقة إن كانت في محلها ، وما أروعها إن مُنحت لأهلها ، وما أطيبها إن ذقنا طعمها ، وما أحلاها إن رُزِقنا خيرها ، ويا لخسارتنا إن جهلنا أمرها ، وما جنينا ثمرها ، فبدلا من أن نستنير بضوئها ، أرانا بجهل قد احترقنا بجمرها ... .
فها هي الفرص منا تضيع ، والفشل فينا ذريع ، وفوق كل ذاك ضياع سريع ، وخوف مُريع ، وفقد الجميع ، ونحن الجُناة ، إن كنا لأحبتنا نبيع ، ولقول العقل لا سميع ولا مطيع ... .
بالشك عمن حولنا ابتعدنا ، ونحن بلا شك أضعناهم وضِعنا ، ولو كنا حاربنا شكَّنا لسعدنا ، فالشك داء هدّنا ، ودواؤه بلا شك فَقَدْنا ....
فإن أردت الراحة ، فتعامل مع من حولك ( بلا شك ) .
وإن أردت السعادة ، فاجعل الثقة منهجك ( بلا شك ) .
وإن رمت النجاح ، فاسلك سبله وثق بنفسك ( بلا شك ).
فالثقة سلاح نقتل بها شكنا ، فإن قتلناه عشنا الحياة كما يجب ، والحب شاع ، والصدق ذاع ، والكل في الخيرات ساع ، وكانت الدنيا متاع ( بلا شك ) .
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد