×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

عبرة لكل حواء

عبرة لكل حواء
 
بقلم شاكر هاشم محجوب
لم ينتهي كل شيء، ما زالت باقية في انتظاره رغم الألم وانتهاك مشاعرها، ما زالت تتمسك ببقايا سراب، يسكن روحها وبقايا قلب تنتحب منه جروحها، تنتظر من قطعت معه العهود والمواثيق، من علمها الصدق لكن لم يكن صادقاً معها، كان معنى الحنان لكن قسى عليها في آخر المطاف، جعل منها إمرأة كامله الأنوثة فشعرت معه بأنها أميرة لا يليق بها إلا كل الحب والإهتمام، علمها كيف تكون وفية مخلصة له، فكانت تحتضن رائحته في غيابه تضمه داخل أعماقها فيؤنس وحدتها ويهون عليها البعاد، شيئاً فشيئاً تغير الحال فكان هو كالثعلب المكار لا يظهر عليه الكذب أو الخداع، لكن احساسها أقوى من كل محالاته لإخفاء ما وراء الستار، تألمت وقست على نفسها كثيراً، زرفت الدموع من اجله أيام وليال، وكان هو هناك يخونها، يضم قلباً غير قلبها يعتني به ويرعاه، فكان نصيبها الحزن والأسى والإشتياق، ونصيب غيرها الحب والعناق، امتهن معي لعبة الفراق فأذاقني شتى أنواع المذلة والهوان، اشترى الرخيص وباع من قدر وزنه بأكثر من الذهب والألماس، أكذب إن قلت، انتهى كل شيء معه، وبت أنتظر حبيب آخر أجد معه قلبي المفقود يرفض كل نساء العالم من أجلي، يعيد لي شيئاً من العزة والكبرياء، تعود ابتساماتي وتزورني دموع الفرح في كل أيامي، ليتني أعيش ملكة بذاتي وأحاسيسي لا أتوسل وأرجو ولا أبكى واتذلل لفراق حبيب، تهجرني رقة مشاعري، ويصبح قلبي كالصخر صوان متبلد، أعلق بخيوط من الفضة قلوب مكسورة، تغرم بي وتعشقني في سقف غرفتي، اجلس بكل فخر وخيلاء أتأملها تتدلى، تتخبط يمنة ويسرى ومن الوجع تتألم، هذه انا عبرة لكل حواء من بقيت تنتظر كلمة تواسي أنينها أو تسكت نحيبها، من ضحت وغدر بها قلب حافظت عليه طوال ليالي الغياب.
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد