×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

تفاؤل الصالحين

تفاؤل الصالحين
 
علياء صالح
لن أحدثك عن التفاؤل كما في بعض كُتب تطوير الذات وأحاديث مدربي التنمية البشرية !
سأحدثك عن تفاؤل من نوع آخر ..
تفاؤل كان يعجب نبينا ﷺ ، تفاؤل تعيش به الحياة وتكمل به طريقك
إنه تفاؤل حقيقي مفعوله بقدر ما تغذيه أنت !
ليس كذلك التفاؤل الذي يُهلكك ويُحمّلُك فوق طاقتك ..
إنه تفاؤل بسيط كشربة ماء تُبقيك على قيد الحياة ..
إنه تفاؤل الصالحين …
يعني أن تثق بأن الظرف الصعب الذي أنت فيه سينتهي ، وأنه لن يدوم ، أن تعتاد على ألّا ترى الأمور بعين الأبديه !
بمعنى قرآني أن تؤمن أن بعد العسر يسرًا حتى وإن كان العُسر يحفك من كل جانب !
يقول الدكتور محمد راتب النابُلسي حفظه الله : " أن زوال الكون أهون على الله من ألّا يحقق وعودهُ لعباده الصالحين " هذه المقولة
هي قمة التفاؤل !
تفاؤل الصالحين من أعظم ماقد يمرُ عليك وهو أن ترى إنسانًا مُطمئنًا هادئ النفس ساكن الشعور وهو في وسط مصيبة ما !
تتوتر أحاسيسُك تظل تشعر أنك أنت الذي في المُصيبة لا هو من كثرة ما تراه هادئًا ساكنًا مُبتسمًا ..
ذلك التفاؤل هو الذي كان يُعجب النبي الحبيب ﷺ ، أن يسفط المؤمن جزعه جانبًا وينظر إلى حقيقة الدُنيا !!
إنها أشبهُ بحفرة تملؤها المصائب ونحن في تلك الحفرة غارقون ، حتى ترتفع أرواحنا إلى السماء فنعيش صفاء الحياة في الأعلى دون ألم أو مرض أو فقد !
تفاؤل الصالحين هو ذلك التفاؤل الذي يجعلك تدرك أنك لست في الجنة وأن جميع ما تعيشهُ من أحداث سيئة ماهو إلا من أساسيات الحياة الدُنيا !
إن الله عندما خلقنا لم يتركنا قط
بل أخبرنا أن الدُنيا لها من إسمها نصيب !
دنيئة في كل شيء وإن كانت تلمع كالذهب !
وكي تملك تفاؤل الصالحين انظر دائمًا لمن هو أدنى منك حتى تستوعب ما أنت به من نعيم فتحمد وتشكر ..
وكي تصل إلى أعلى مرحلة من تفاؤل الصالحين تدبر آيات الدُنيا في القرآن واقرأها مرارًا وتكرارًا ، عندها فقط ستعلم أن الله لم يرميك بالبلايا وحدك ولست عبده الوحيد الذي تنهمر عليك المصائب والمصاعب ، كل قدم وطئت الدُنيا ذاقت من مرارتها ما قد عكّر صفوها ونكّد عيشها ، فاحمدلله واقرأ القرآن وتنفس ونم بسلام .
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد