×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

أن تعيش وحيداً

أن تعيش وحيداً
 
بقلم شاكر هاشم محجوب - جدة
أن تعيش وحيداً منغلق على نفسك، ليس بالأمر البسيط ولا بتلك السهولة التي قد تتصورها ، وان امتدحته ناسياً او متناسياً. ستأتيك مرحلة ما وربما لحظة تنقلب فيها كل الأمور رأسا على عقب، سيظهر لك كم أنت في حاجة الآخرين عندها ستكره نفسك، وستندم أشد الندم. ألقي نظرة إلى السماء المزدانة بالنجوم أرأيت كم هي جميلة بل تحفة، ماذا لو كانت خالية من النجوم هل ستفكر بالنظر إليها مرة أخرى، إلى حيث الفراغ.
الوحدة شيء سيء ومقيت جداً ،تخيل أنك تستيقظ من نومك وحيداً تتأمل من حولك وما أنت فيه من عزلة، تقرر النهوض لتناول وجبة الإفطار بمفردك، لا ترى سوى مائدة فقيرة رغم ما تحويه من الملذات، لكن بلا طعم أو لون أو حتى رائحة، تنظر بإشمئزاز إلى ساعتك لتغادر معتقلك، وتذهب إلى عملك كروتين يومي ممل.

يمضي يوم عملك كسابقه لا جديد حتى الأحاديث مع من حولك لا تتغير، فأنت تفتقد أصلًا لغة الحوار، تفضل الصمت حتى باتت هناك فجوة كبيرة بينك وبين زملاءك. يمضي الوقت عليك بطيئاً وعيناك تلاحق عقارب الساعة تتحين لحظة الهروب ايذاناً بإنتهاء وقت الدوام، لتهرب وتبتعد عن الخوف الذي يغلف علاقاتك.

تعود إلى دارك والكأبة تسيطر على محياك ويبدأ برنامجك الفارغ من الروح والحياة كالمعتاد على نفس المنوال حتى يحين موعد النوم تذهب إلى سرير أحزانك والتي غالباً ما تقابل فيه عالمك، وتضرب موعدا معتادا مع كوابيسك.

نعم الوحدة أمر لعين ولكن أتعلمون كل هذا هين فهناك ما هو أسوء من ذلك، ألا وهو أن تعيش وحيداً ونفسك ليست معك.
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد