×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

قضايا اجتماعية.. الجزء الخامس والعشرون قضية "الحسد والحاسدين"

قضايا اجتماعية.. الجزء الخامس والعشرون قضية "الحسد والحاسدين"
 بك نستعيذ إلهنا
من شر حاسد إذ حسد ،
بك نستجير ملاذنا
أنت المجير ، لمن قصد

جمعنا بهم القدر ، وتعاملنا معهم بكل حذر ، منذ أدركنا الخطر ، وشعرنا بنظراتهم ترسل شرر ، يؤذينا منهم من حظر ، ويسيؤنا من ظهر ، لا نصدق حمدهم ولا من شكر ، ولا يسعدنا ثناؤهم وإن كَثُر ، فقد جربناهم حتى كشفنا ما انستر ، وتأكدت شكوكنا بهم ، فهم ليسوا بَشَر ، حين تُعجَن طينتهم بِشَر ، ويطغى على طبيعتهم قذر ، ويلحقنا من سريرتهم ضرر ،
فنجاحنا بأعينهم كدر ، وإن ضحكوا فضِحْكُ كذاب أشر ، سوء لداخله أَسِر ، في كهف ظُلْمَتِه حُصِر ، متلَوِنٌ عدة صوُر ، مُتَجَهِمٌ وله القبيح من الأثر ، متهيئ كي يستبيح بنا المقر ، ويستريح لبؤسنا لما أمر ...

فهو الخطر .. ، يظهر خلافا ما ضمر ... ، قذف الحمم ، إن كان ظاهرها دُرر ..
يحيطنا وإن انزوى ، فنحن له كارهون ، ويخيفنا وإن اختفى ، فنحن له كاشفون ، من ضرنا لا ما اكتفى ، ظلماً غزانا الحاسدون ... .

انشغلوا بنجاحنا عن نجاحهم ، ويسعدهم فشلنا إذ أراحهم ، ويؤذيهم حضورنا فوق غيابهم ، ظهرت لنا أحقادهم ، في بغضهم الذي قادهم ، فأقعدنا وما أفادهم ، وغيَّبَنا وما أعادهم ، وأماتوا بعضنا بعنادهم ، وأمرضوا بعضنا بعمادهم ، فكانت سهام أعينهم جيادهم ، وكانت سياط نظرتهم جِلادهم ، وكأنهم ورثوا حدّتها من أجدادهم ، فأنطقوا صخر جمادهم ، فقتلوا به أجنادهم ، وانفلق بعينهم جلمودهم ، ففرقوا به أسيادهم ، فما ذاك الشر الذي ساد بهم حتى سادهم ، وما ذاك الحقد الذي زاد حتى أصبح به زادهم .. .

فنستعيذ بك يارب منهم ، وحسبنا أنت من أحقادهم ...
ومن شرهم أنت المجير ، فاحمنا يارب من حسّادهم ..
التعليقات 0
التعليقات 0
المزيد