بعد مرور اكثر من عام على حرب غزة. لم تعد الدولة العبرية تخجل من نظرتها الفوقية .تجاه دول المنطقة. وقد صدرعن الحكومة الإسرائيلية ثلاثة تصاريح .بانه لا حصانة لأحد في المنطقة .وكل من يحاول المساس بإسرائيل .فهو مستهدف قولا وفعلا. وأن إسرائيل التي تعرفها دول المنطقة حتى السابع من اكتوبر .لم تعد كما كانت وستعرف المنطقة إسرائيل اخرى. ونتيجة لرغبة نتنياهو في توسيع رقعة الحرب .ليبرهن على ان لديه مشروع وتوازنات ردع .وقدرات يريد فرضها على المنطقة ولن يصغي لاحد. إذا فالحرب فصل من فصول الحرب الدينية . حيث يعمد اليهود الى قتل الأطفال والنساء .وفقا لكتبهم المحرفة التي توصي بعدم الرأفة بالعدو. ونتنياهو منذ توليه السلطة يعمل على تحقيق مايعرف ب(الحلم الكبير) لإسرائيل باعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفق متطلبات مشروع (اسرائيل الكبرى) عبر استخدام القوة العسكرية والتهجير القسري .كما حصل في غزة وجنوب لبنان. وعندما صرح نتنياهو بأن (بشار الأسد) يلعب بالنار انفتحت الآفاق للجماعات المسلحة في سوريا وأسقط نظام بشارالاسد. وتقدمت إسرائيل واكملت احتلال هضبة الجولان. وأشار نتنياهو في أحد تصريحاته إلى أن مايحدث في المنطقة (هزة أرضية لم تشهدها المنطقة) منذ اتفاق (سايكس بيكو) وهذه التصريحات دليل واضح على أن مشروع التوسع الإسرائيلي لا يتوقف على الاراضي فقط بل يتجاوز ذلك إلى اعادة صياغة النظام الاقليمي برمته. وهكذا يبدو للمراقب أن خريطة الشرق الاوسط تدخل مرحلة جديدة تعيد تشكيل توازن القوى بشكل جذري. وتقدم اسرائيل واحتلال جبل الشيخ قد يؤدي لاحتمال التوصل إلى تسوية سياسية مستقبلية مع سوريا شبيهة بمعاهدة السلام مع الاردن ومصر. فهل الجولان مفتاح الحلم الإسرائيلي؟ حيث تسمي اسرائيل جبل الشيخ (عيون الأمة) لأن ارتفاعه يجعله المكان المناسب لوضع نظام انذار مبكر وهو محط انظار اسرائيل منذ عقود لأسباب اسراتيجية وقيمة دينية حيث ذكر في النصوص الدينية اليهودية اكثر من (70) مرة. ويبقى التحدي الاكبر هو في قدرة الأطراف الإقليمية والدولية على مواجهة التوجه الاسرائيلي. وضمان عدم فرض واقع يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية كما هو حاصل في غزة الآن وفي جنوب لبنان وهضبة الجولان السورية .حيث تستخدم اسرائيل مصطلح (وقف اطلاق النار المؤقت) كوسيلة لخداع الأطراف الأخرى وتكريس ذلك إلى واقع يعيد تشكيل الحدود بما يخدم مصالحها واهدافها الاإستراتيجية وقد أشار مراسل الشؤون العسكرية للقناة (13) أن الانظار تتجه شرقا بعد العمليات المكثفة في غزة ولبنان وسوريا وهذا مؤشر قوي بأن هناك نية مبيته لدى الجيش الاسرائيلي لمهاجمة الأراضي العراقية والايرانية في ظل الاستعدادات التي يجريها سلاح الجو الإسرائيلي كما سماها احد كبار مسؤولي الجيش بالمهمة الكبرى المقبلة حسب صحيفة (ها ارست) قال المسؤول أن المهمة المقبلة تستهدف إيران واصفة ذلك بالفرصة التاريخية للجيش الإسرائيلي وقد اصبح التحرك الاسرائيلي على عدة جبهات في المنطقة مثالا حيا على تعقيد المشهد السياسي في الشرق الاوسط وتضييع الحقيقة بين المصالح في لعبة الحرب والسياسة.
بقلم
عضو مجلس المنطقة
لواء/متقاعد
عبدالله بن كريم العطيات
اترك تعليقاً