من جديد يصُاب المشجع السعودي بخيبة أمل مع خروج المنتخب الوطني من كأس الخليج 26 بالكويت في استمرار لسنوات طويلة من الإخفاقات التي أبعدت الأخضر عن منصات التتويج وأفقدته بريقه الذي صنعه عبر تاريخه ، وإذا كان آخر تتويج للمنتخب السعودي في كأس آسيا يعود إلى عام 1996 في الإمارات فإن آخر لقب كبير حققه “الأخضر” يرجع إلى كأس الخليج 2003 بالكويت ، ومنذ ذلك الوقت لم يجد “الأخضر” طريقا لحصد الألقاب الكبيرة على الرغم من المشاركات المتتالية في مختلف المسابقات العربية والخليجية والآسيوية برغم الإرث الكبير الذي جعله واحدًا من أبرز المنتخبات في القارة.
مع مطلع العام الجديد 2025 كان الجميع يترقب عودة الأخضر للمنافسة واستعادة اللقب الخليجي كخطوة أولى نحو إعادة بناء الثقة لكن النتائج جاءت مخيبة لتعيدنا إلى مربع الإخفاق ، تباينت الآراء حول أسباب هذا التراجع حيث يرى البعض أن إدارة ياسر المسحل تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية نتيجة ضعف التخطيط بينما ألقى آخرون اللوم على اختيارات المدرب وطريقة إدارته للمنتخب ، وهناك من يرى أن اللاعبين لم يقدموا الأداء المنتظر منهم في هذه المرحلة الحاسمة ومع ذلك فإن كرة القدم تُعلّمنا دائمًا أن الخلل يبدأ من الإدارة التي تضع منهجية العمل وترسم ملامح الطريق نحو النجاح.
إصلاح الأخضر لا يمكن أن يتحقق دون وقفة جادة تتجاوز التصريحات إلى أفعال حقيقية البداية يجب أن تكون من خلال إعادة هيكلة العمل الإداري مع تأسيس رؤية طويلة المدى تهدف إلى بناء منتخب قوي ، والاختيار الفني للمدربين والإداريين يجب أن يعتمد على الكفاءة وليس مجرد الأسماء كما أن تطوير اللاعبين يجب أن يكون أولوية مع منح الفرصة لكل موهبة شابة تظهر على الساحة بغض النظر عن انتماءاتها للأندية لضمان وجود جيل جديد قادر على تحمل المسؤولية.
الأزمة التي يمر بها المنتخب السعودي ليست وليدة اللحظة لكنها أصبحت أكثر وضوحًا في ظل التراجع المستمر في الأداء وغياب الهوية التي لطالما ميزت الأخضر والخروج الأخير من بطولة الخليج إلى جانب الموقف الصعب في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، يمثل جرس إنذار يجب التعامل معه بجدية.
المستقبل يحمل تحديات كبيرة للأخضر فإلى جانب الاستحقاقات القارية والعالمية، ينتظر المنتخب استضافة بطولات كبرى مثل كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2034 ، هذه المحطات ليست مجرد مشاركات عادية بل هي فرصة لإعادة ترسيخ مكانة المنتخب السعودي كواحد من أقوى المنتخبات في القارة وزعيمها ، ولتحقيق ذلك لا مجال لتكرار الأخطاء السابقة فالعمل المنظم والمستمر هو السبيل الوحيد لاستعادة الهيبة وتحقيق الإنجازات التي طال انتظارها.
آخر سطر ..
*الإنجازات ليست سوى نتيجة طبيعية لعمل منظم وناجح ، وحان الوقت لعودة الأخضر إلى مكانه الطبيعي .
هيبة الأخضر مفقودة !
::
في مقالات
اترك تعليقاً