تغرقنا الحياة بأمواجها كالبحر الهائج قد تُنجينا وقد تصنعنا، فالبحر الهادئ لا يصنع بحاراً ماهراً أبداً فكل شيء يتسم بالصعوبة قبل أن يصبح سهلاً، تحملنا الأمواج معها في قصصًا من التغير.
في كل يوم، نواجه أمواج البحر ولا نستسلم ولو للحظات تُعيد تشكيلنا، وتُعيد رسم ملامحنا.
التغير ليس مجرد حدث؛ إنه رحلة مستمرة، ودروس تُعلمنا كيف نتكيف وننمو.
أحيانًا، يأتي التغير كعاصفة، يغير كل ما نعرفه، ويدفعنا للخروج من مناطق راحتنا.
قد نشعر بالخوف والارتباك وأحيانا الألم ، لكن في تلك اللحظات القاسية ، يكمن سحر التغير و التحول خلالها قد نسقل أنفسنا لنلمع أكثر .
سنبدأ الرحلة الكشفية عن الذات لنكتشف مالم نكن نعلم بوجوده فينا . نتعلم كيف نُعيد بناء أنفسنا، ونُعيد ترتيب أولوياتنا.
التغير أيضًا يُذكرنا بأن الحياة ليست ثابتة. كل تجربة، سواء كانت سعيدة أو حزينة، تساهم في تشكيل مسارنا. فكلما اشتد ارتفاع الموج كان السقوط أقوى ، سقوط يتلوه سقوط تتشكل الأمواج على الشاطئ بتناغم مستمر يشكل تغيراً جميلاً ، نرى جمال في تلك الأمواج ونتمنى بعدها الاستمرار والتجديد .
لنتغير ونترك أعباء الماضي لنستقبل فصولًا جديدة، تُغيرنا تجلب لنا فرصًا لا تُعد ولا تُحصى.
قد نكتشف شغفًا جديدًا، أو نبني علاقات أعمق، أو نبدأ مسارًا مهنيًا مختلفًا. إن التغير هو المفتاح للعيش بشكل كامل، وللاستمتاع بكل لحظات تلك الرحلة ، التغير هو ما يجعل الحياة مليئة بالألوان. هو النور الذي يُضيء ظلمات الأيام، والدافع الذي يدفعنا نحو الأفضل.
فلنحتضن التغير، ولنجعل منه رفيقًا لنا في رحلتنا.
وفي النهاية ، في سورة [القصص:88] {كل شيء هالك إلا وجهه} كل شيء في الحياة متغير إلا ملك الله ثابت ، لا يتغير ولا يزول فالتغير صفه بشرية والثبات صفة إلهية، وأيضا في سورة [الرعد:11] {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} دلاله على أهمية التغير في الحياة.
وأن التغير قرار داخلي من خلاله نصنع أمجادٌ تُذكر ولا تُنسى .
بقلم /منال احمد الخريصي
مشرفة تربوية بإدارة تعليم تبوك
اترك تعليقاً