“عين الثور”.. اكتشاف مجرة عملاقة بـ 9 حلقات تفوق في حجمها درب التبانة

الصورة الرمزية لـ صدى تبوك
الصورة الرمزية لـ صدى تبوك
المصدر:

في اكتشاف فلكي مثير، أعلن فريق من الباحثين تحت إشراف جامعة ييل عن اكتشاف مجرة غير تقليدية تتميز ببنية فريدة مكونة من تسع حلقات متحدة المركز. وتسمى هذه المجرة الضخمة رسميًا باسم “LEDA 1313424″، بينما أطلق عليها لقب “Bullseye” في إشارة إلى تشابهها مع الهدف الدائري في لعبة “Knockout”. وقد نتج هذا النمط المعقد منذ حوالي 50 مليون عام نتيجة اصطدامها بمجرة أصغر حجمًا.

وصف عماد باشا، طالب الدكتوراه في علم الفلك بجامعة ييل، المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في “The Astrophysical Journal Letters”، هذا الحدث قائلاً: “أدى الاصطدام إلى تشكيل هذه الحلقات التسع المتناسقة الرائعة، التي بدأت في التوسع ودفع الغاز بعيدًا عن النواة”.

يُعد هذا الاكتشاف ذا أهمية بالغة، حيث يسجل رقماً قياسياً في أعلى عدد من الحلقات التي تم تحديدها في هذا النوع من الهياكل المجرية. وقد بدأ باشا في ملاحظة “Bullseye” لأول مرة أثناء فحص صور من مسح أرضي، كاشفاً عن العديد من الحلقات البارزة. واستخدم لاحقاً تلسكوب هابل الفضائي لإجراء مزيد من التحليل، ما مكن الفريق من تحديد وجود ثماني حلقات، بينما تم اكتشاف الحلقة التاسعة لاحقًا باستخدام جهاز تصوير الشبكة الكونية كيك في مرصد كيك في هاواي. كما أضافت ملاحظات تلسكوب اليعسوب في نيو مكسيكو المزيد من التأكيد.

من جهته، أشار بيتر فان دوكوم، أحد مؤلفي الدراسة وأستاذ علم الفلك في جامعة ييل، إلى أن “هذه المجرة تمثل لحظة استثنائية في تاريخ الكون”. وأضاف أن المجرات التي تمر بمثل هذا الاصطدام تعكس فترة زمنية قصيرة تظهر خلالها الحلقات المتعددة بشكل مميز.

أهمية “Bullseye” لا تقتصر على حلقاتها المدهشة فحسب، بل تتعداها إلى كونها موضوعًا بالغ الأهمية في دراسة تكوين المجرات وتوزيع المادة المظلمة، وهي مادة يصعب اكتشافها ويُعتقد أنها تشكل الجزء الأكبر من كتلة الكون.

وأوضح باشا أن المادة المرئية الخافتة على الأطراف الخارجية للمجرة تشير إلى وجود حلقة كبيرة باهتة، ما يعكس حجمًا ضخمًا يصل إلى حوالي 250 ألف سنة ضوئية، مما يجعلها أكبر بنحو مرتين ونصف من مجرة درب التبانة.

الباحثون يقترحون أن الحجم الهائل لـ “Bullseye” يشير إلى انتقال المجرة من نوع مجرة حلقية تصادمية إلى فئة أكبر تُعرف بالمجرة العملاقة ذات سطوع السطح المنخفض. وأشار باشا إلى أنه لم يكن هناك أي دليل رصدي يدعم وجود هذا المسار التطوري قبل هذه الدراسة.

وفيما يتعلق بالمادة المظلمة، أكد باشا أن هياكل الحلقات توفر أساسًا موثوقًا لدراسة توزيع المادة المظلمة، مما يساعد في تطوير نماذج أكثر دقة مقارنة بالمجرات الأخرى.

يضم الفريق البحثي، بالإضافة إلى باشا، مساهمين من جامعة ييل مثل ويليام بومان، مايكل كيم، كلوي نيوفيلد، وتشينج ليو، بالإضافة إلى روبرتو أبراهام من جامعة تورنتو وستيفن جانسينز من جامعة سوينبورن في أستراليا.

مع استمرار التقدم في تقنيات التلسكوبات، يظل اكتشاف “Bullseye” شاهدًا على التعقيدات العميقة للكون، ويسلط الضوء على الديناميكيات المعقدة للاصطدامات المجرية التي تساعد في فهم كيفية تطور المجرات على مدار مليارات السنين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *