شهد مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة إعلانًا مهمًا حول تعزيز التعاون السعودي المصري في مجال الطاقة، حيث أكد وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خلال كلمته، على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، واصفًا إياها بأنها ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاستقرار في المنطقة.
وأوضح الأمير عبدالعزيز أن العلاقات بين المملكة ومصر ترتكز على روابط تاريخية عميقة، تعززت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة بفضل رؤية مشتركة للتعاون المتكامل.
وأشاد بالدور المحوري الذي لعبه مجلس التنسيق الأعلى السعودي المصري، الذي يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في دفع عجلة التعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرًا إلى أن هذا المجلس ساهم في إرساء العديد من الشراكات والمشروعات الاستثمارية.
وكشف وزير الطاقة عن تحقيق نمو غير مسبوق في استثمارات القطاع الخاص السعودي في مصر خلال عام 2023، حيث زادت الاستثمارات بنسبة تقارب 500% مقارنة بالعام السابق، ما يعكس الثقة المتزايدة للمستثمرين السعوديين في الاقتصاد المصري، مبيناً أن عدد الشركات السعودية العاملة في مصر بلغ 7400 شركة، بينما تستثمر حوالي 6500 شركة مصرية في السوق السعودي، ما يدل على التوسع المستمر في الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وفي خطوة تعكس التزام البلدين بتطوير مصادر الطاقة المتجددة، أعلن الأمير عبدالعزيز عن توقيع اتفاقية إطارية بين شركة “أكوا باور” السعودية والشركة المصرية لنقل الكهرباء، تتضمن اتفاقية لشراء الطاقة لمشروع ضخم لطاقة الرياح في جنوب الغردقة بقدرة تصل إلى 2 جيجاوات، ليصبح أكبر مشروع من نوعه في مصر.
وأكد أن هذا المشروع يشكل نقلة نوعية في التعاون السعودي المصري في قطاع الطاقة المتجددة، وسيسهم في توفير طاقة نظيفة ومستدامة تدعم خطط التنمية المستدامة في مصر.
كما أعلن وزير الطاقة عن توقيع خطة تنفيذية للتعاون في مجال كفاءة الطاقة بين وزارة الطاقة السعودية ووزارتي البترول والكهرباء في مصر، بهدف إنشاء برنامج وطني متكامل لكفاءة الطاقة، موضحاً أن المملكة ستسهم في نقل خبراتها وتقديم الدعم الفني لتطوير هذا البرنامج، الذي يستند إلى نموذج الشركة الوطنية لخدمات كفاءة الطاقة في السعودية.
وأشار إلى أن هذا التعاون سيسهم في تحقيق تقدم كبير في مجالات الطاقة المستدامة، ويدعم رؤية السعودية ومصر للتحول إلى الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي.
واختتم الأمير عبدالعزيز كلمته بالإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين السعودية ومصر بلغ نحو 46 مليار ريال، مؤكدًا أن هذا التعاون المستمر يعكس متانة العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين الشعبين، ويمثل قوة دافعة نحو مستقبل مشرق وازدهار اقتصادي مشترك.
اترك تعليقاً