شهد الموسم الرمضاني الحالي تقديم عدد من المسلسلات المصرية الدرامية بنهايات مفتوحة، ما يفتح الباب أمام احتمالية إنتاج أجزاء جديدة منها، على غرار ما حدث في مواسم سابقة.
ويهدف صناع هذه الأعمال إلى منح أنفسهم الفرصة لتقييم ردود فعل الجمهور قبل اتخاذ قرار الاستمرار أو الاكتفاء بما تم تقديمه.
من بين هذه الأعمال، مسلسل “كامل العدد”، الذي قُدم على مدار ثلاثة أجزاء، حيث لم يغلق صناعه الباب أمام جزء جديد، لا سيما مع التوسع في مناقشة قضايا الأطفال وتطور العلاقات الشخصية بين أبطال العمل، التي لم تعد مقتصرة على الشخصيتين الرئيسيتين، دينا الشربيني وشريف سلامة.
الأمر ذاته ينطبق على مسلسل “أشغال شقة جداً”، بطولة هشام ماجد وأسماء جلال، حيث جاء عرض الجزء الثاني في رمضان الحالي دون تأكيد مسبق على إنتاجه عند عرض الموسم الأول، وحتى الآن، لم يُحسم قرار إنتاج جزء ثالث من العمل.
أما مسلسل “جودر”، فقد قُدم على جزأين نتيجة ظروف التصوير وضيق الوقت في الموسم الماضي، لكن بطله ياسر جلال كشف عن رغبة مؤلف العمل في إنتاج جزء جديد مستقبلاً، خاصة أنه مستوحى من “ألف ليلة وليلة”، مما يسمح بامتداد القصة إلى مواسم أخرى.
ويرى الناقد الفني خالد محمود أن تقديم أجزاء جديدة من المسلسلات هو “سلاح ذو حدين”، إذ يمكن أن يكون محل ترحيب من الجمهور إذا تم تجديد الفكرة بشكل مبتكر، لكنه قد يؤدي إلى الملل إذا افتقدت الأجزاء الجديدة عناصر التجديد.
وضرب مثالًا بمسلسل “الكبير قوي”، الذي استطاع أحمد مكي تقديمه لعدة مواسم بسبب نجاح الشخصيات وتطور الأحداث، لكنه توقف في مرحلة معينة عندما لم تعد هناك أفكار جديدة.
أما الناقد أحمد سعد الدين، فأكد أن نجاح تقديم جزء جديد يعتمد بشكل أساسي على جودة الحبكة الدرامية، وليس مجرد استغلال نجاح الأجزاء السابقة، مشيرًا إلى أن بعض الأعمال لا تصلح لامتداد طويل نظرًا لاكتمال حبكتها الدرامية.
وأضاف أن مسلسل “جودر”، بفضل طبيعته المستوحاة من القصص الخيالية، يمكن تقديمه في عدة أجزاء، بينما استطاع صناع “أشغال شقة جداً” الحفاظ على جاذبية الجزء الثاني كما كان الحال في الأول.
من جانبه، يرى خالد محمود أن مسلسل “أشغال شقة جداً” نجح في تقديم محتوى كوميدي ممتع، لكنه افتقد عنصر التجديد، ما قد يؤثر على فرص نجاحه في حال تقديم جزء ثالث.
وينطبق الأمر ذاته على مسلسل “كامل العدد”، حيث لجأ صناعه إلى خلق مواقف جديدة لضمان استمرار الأحداث، لكنه نجح في إبراز مواهب شابة جذبت الجمهور من الفئة العمرية القريبة منها.
ويؤكد أحمد سعد الدين أن التسرع في إنتاج أجزاء إضافية قد يؤدي إلى تكرار المحتوى وضعف الحبكة الدرامية، مما يُفقد المسلسل جاذبيته لدى المشاهدين.
وانتقد ميل بعض شركات الإنتاج إلى “اللعب في المضمون” عبر استغلال نجاح الأجزاء الأولى دون تقديم أفكار جديدة، مما قد يضعف مستوى الدراما التلفزيونية بمرور الوقت.
اترك تعليقاً